للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تغلب لما أخرجت "سلمة بن الحارث" عنها، التجأ إلى "بكر بن وائل" ولما بلغ بكرًا أذعنت له تغلب ودانت لحكمه، وقالت له: "لا يملكنا غيرك"، فأرسل إليهم "المنذر" يدعوهم إلى طاعته، فلم يجيبوه، فحلف المنذر ليسيرن إليهم فإن ظفر بهم ذبحهم على قلة جبل أوارة حتى يبلغ الدم الحضيض، وسار إليهم بمجموعه ليبر بقسمه، والتقى بهم بأوارة، فهزمت بكر، وأسر "يزيد بن شرحبيل الكندي"، فأمر المنذر بقتله فقتل، وقتل خلق كثير من بكر، وأمر المنذر بذبح الأسرى الرجال على قلة جبل أوارة، وبإحراق النساء، وإلى ذلك أشار الأعشى بقوله:

سبايا بني شيبان يوم أوارة ... على النار إذ تجلى به فتياتها١

وختم عام "٥٥٤م" هذا النزاع العنيف الذي أتعب الحارث والمنذر فاستراح الجانبان، ختم بسقوط المنذر بن النعمان" مونذر بر نعمن" "ملك العرب" صريعًا بيد خصمه الحارث بن جبلة بعيدًا عن عاصمة ملكه، ففي منطقة قنسرين على روايات المؤرخين السريان، ففي السنة السابعة والعشرين من حكم القيصر "يوسطنيانوس" "جستنيان" "Justinianus" هاجم المنذر منطقة "Rhomaye" التابعة لحكم الروم، فنازله الحارث بن جبلة، وتغلب عليه، وقتله عند عين "عودايا" "Wdaja" في منطقة قنسرين. وقد سقط في هذه المعركة أحد أبناء الحارث، فدفنه أبوه في قلعة هذا الموضع٢.

و"عودايا"، هو "العذية" على رأي موسل، وهو من مواضع منطقة "بالميرينا" "Palmyrena"، أي منطقة تدمر، ومعظم هذه المنطقة هي من أعمال قنسرين٣.


١ الأغاني "١/ ١٢٢"، الكامل، لابن الأثير "١/ ٢٥٩"، العقد الفريد "٣/ ١٥٤"، العمدة لابن رشيق "٢/ ٢١٥ وما بعدها"، المختصر في أخبار البشر "١/ ١٠٠"، مراصد، "١/ ١٢٧"، اللسان "٤/ ٣٥"، البكري، معجم "١/ ٢٠٧"، البلدان "١/ ٢٧٣"، أيام العرب "٩٩".
٢ أمراء غسان "ص ١٨".
Bar Hebraeus, ٨١, Vol, I, P. ٧٦.
The English Translation, London, ١٩٣٢, Michael The Syrian, Chronicle, Vol, ٤, P. ٣٢٣, Musil, Palmyrena, P. ١٤٤, Rothstein, S. ٨٣.
٣ Musil, Palyrena, P. ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>