للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد فهم "أوليري" من رواية للمؤرخ "ثيوفانس" أن المنذر كان حيًّا حتى سنة "٥٦٢م"، وهي السنة التي عقد فيها الصلح بين الروم والفرس، وفيها توفي١.

وقد ذكر "هارتمن" "Hartmann" أن المنذر هذا حارب في صفوف الرومان في أيام القيصر "طيباريوس الثاني" "Tiberius II"، غير أنه خانهم وغدر بهم في إحدى المعارك التي قادها "مرويقيوس" "Mauricius" فلما صار "موريقيوس" قيصرًا قبض عليه، ونفى معه زوجته وبعض أبنائه إلى جزيرة صقلية٢. ولم يقل هذا القول أحد، وإنما قصد المورد الذي استند إليه هارتمن وهو "ايواكريوس" "Evagrius" منذرًا آخر غير المنذر الذي نتحدث عنه٣.

وسبق لأوليري أن ظن هذا الظن، فذكر أن المنذر حدس أن في الفرس ضعفًا، وذلك بسبب انقطاع الحروب مدة بين الفرس والروم، فانضم إلى الروم وصار حليفًا لهم، وحارب معهم. فلما تبين لديه الأمر، عاد إلى حلفائه القدامى الفرس. فلما وقع في إحدى المعارك أسيرًا في أيدي الروم، نفاه القيصر موريقيوس سنة "٥٨٠م" ونفى معه زوجته وبعض أولاده إلى صقلية٤. ومصدر وهمهما هو اعتمادهما على رواية للمؤرخين "ايواكريوس" "Evagrius" و" نيقيفورس كالستوس" "Nicephorus Callistus" من غير أن يمحصاها. فالمنذر المقصود في هذه الرواية ليس هذا المنذر، وإنما هو المنذر بن الحارث بن جبلة الذي نفي بعد أن اتهمه الروم باتصاله من طرف خفي بالفرس، وأنه كان السبب في إخفاق الحملة التي قادها "موريقيوس" يوم كان قائدًا، فلما صار قيصرًا، انتقم منه بالنفي.

أما الذي عليه أكثر الأخباريين فهو: أن قتل المنذر كان في عين أباغ في


١ O'Leary, P. ١٦٠, Theophanes, P. ٢٠٥.
٢ Paulys-Wissowa, Erster Halbband, S. ١٢٨١.
٣ Evagrius Scholasticus, V, ٢٠, VI, ٢, Paulys-Wissowa, Erster Halbband, S. ١٢٨١.
٤ O'Leary, P. ١٦٠, Evagrius, Hist. Eccl, ٥, ٦٠, ٦, ٢: Nicephorus Callistus, ١٨, ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>