للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت عارة انتقامية وقعت بعد المعركة التي سقط فيها ابن ماء السماء١. وقد أشار الحارث بن حلزة إلى ذلك في شعره مفتخرًا:

وفككنا غل امرئ القيس عنه ... بعد ما طال حبسه والعناء

وقد زعم الشراح أن امرأ القيس هذا كان معروفًا بماء السماء٢ أما الملك الغساني القتيل، فلم يشيروا إلى اسمه، وأشك في الذي رواه الأخباريون من أنه كان ملكًا. وأرى احتمال كونه أحد أبناء الملوك. واستعمال جملة "رب غسان"، هي من باب التفخيم للعمل الذي قامت به بكر.

وذكر بعض الرواة أن حجرًا الكندي، وهو في نظرهم حجر بن أم قطام، غزا امرأ القيس هذا، وكانت مع حجر جموع كثيرة من كندة، غير أن بكرًا التي كانت مع امرئ القيس قاتلته، وقتلت جنوده٣.

وذهب بعض الأخباريين إلى أن مقتل المنذر بن ماء السماء هو في يوم حليمة، قتله الحارث بن أبي شمر الغساني. وسبب تسمية ذلك اليوم بيوم حليمة أن حليمة ابنة الحارث كانت تخلق قومها وتحرضهم على القتال في ذلك اليوم. وذهب آخرون إلى أنه موضع٤.

وفي رواية تنسب إلى ابن الأعرابي أن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، ولكنهم غلبوا على أمرهم، فلحقوا بالشأم خوفًا منه. وبقوا هناك، فمر بهم عمرو بن أبي حجر الغساني في رواية، أبو الحارث بن أبي شمر الغساني في رواية أخرى، فلم يستقبلوه، فانزعج من ذلك، وتوعدهم، وأن عمرو بن كلثوم نهاه عن ذلك٥.

وقد روى بعض أهل الأخبار أبياتًا من الشعر، زعموا أن ابنة المنذر قالتها في رثاء والدها، ففي جملتها:


١ Caussin, Essai, II, ١١٦.
٢ الأغاني "١١/ ٤٨ وما بعدها" "دار الكتب المصرية".
٣ الأغاني "١١/ ٤٩" "دار الكتب المصرية".
٤ البلدان "٣/ ٣٢٠"، الكامل، لابن الأثير "١/ ٣٢٦ وما بعدها".
٥ الأغاني "١١/ ٥٧ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>