للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكر بعض أهل الأخبار أن قبر طرفة بهجر، وهو معروف هناك١.

وللشاعر "طرفة بن العبد" شعر يعاتب به "عمرو بن هند"، ويحرضه فيه على الطلب بحق أخيه "معبد"، الذي أغير على إبل له، وكانت في جوار "عمرو بن هند" فانتهبت. ويقول فيه: نحن في طاعتك، ومضر في طاعتك، فما بالنا أغير علينا، وكلنا ندين لك٢.

ولطرفة شعر في هجاء "قابوس" كذلك، ونرى بعض الأخباريين ينسبون إليه يومين: يومًا يصيد فيه، ويومًا يشرب فيه، فيقف الناس ببابه حتى يأذن لهم بالدخول إليه، ولذلك سئم منه طرفة فهجاه وهجا عمرو بن هند شقيقه معه٣. وينسب بعض أهل الأخبار هذه القصة إلى عمرو بن هند.

ويتبين من حديث الأخباريين عن صحيفة المتلمس، ومن قصة نهاية طرفة في البحرين، أن البحرين كانت تابعة في ذلك العهد لملك الحيرة، وأن حاكمها كان عاملًا لعمرو بن هند٤. وقد ورد في رواية أن اسم عامل عمرو بن هند هو "أبو كرب ربيعة بن الحرث"، وهو من ذوي قرابة "طرفة" فلما علم بخبر "طرفة" لم يقتله، وكتب إلى "عمرو بن هند" أنه لن يقتله، وقد اعتزل عمله٥. فعين عمرو عاملًا آخر مكانه اسمه في بعض الروايات "عبد هند". وتقول رواية أخرى أن قاتل طرفة هو "المكعبر" عامل البحرين، قتله بكتاب عمرو بن هند٦. وكان "المكعبر" عامل عمرو بن هند على عمان والبحرين على رواية هؤلاء الرواة٧. وتزعم رواية أخرى أن الذي قتله رجل من "الحواثر"


١ خزانة الأدب، "١/ ٤١٦"، مجمع الأمثال "١/ ٤١٢"، الأغاني "٢٣/ ٥٢٣ وما بعدها" "بيروت ١٩٥٥م"، أمالي المرتضى "١/ ١٨٣ وما بعدها". الشعر والشعراء "١٣١ وما بعدها".
٢ لعمرك ما كانت حمولة معبد
على جدها حربا لدينك من مضر
المعاني الكبير "٢/ ١١١٨"، شرح القصائد العشر "ص ١٨٢".
٣ شعراء النصرانية "١/ ٣٠٥".
٤ البطليوسي. الاقتضاب "١٠٤"، شعراء النصرانية "ص ٣٢١، ٣٣٠ وما بعدها"، شرح المعلقات السبع، للزوزني "ص ٤٢ وما بعدها"، "دار صادر"، البلدان "٧/ ٢٠٨".
٥ مجمع الأمثال "١/ ٤١٢ وما بعدها".
٦ معجم الشعراء "ص ٢٠١"، الأغاني "٣/ ٥٢٤".
٧ شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات، للأنباري "ص ١١٦"، الشعر والشعراء "ص ٩١".

<<  <  ج: ص:  >  >>