للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تميم. وقد فادى حسان نفسه من يزيد بن الصعق بألف بعير هي فدية الملوك. كما سبق أن ذكرت. وأغار يزيد بعد ذلك على عصافير النعمان وهي إبل معروفة شهيرة كانت إذ ذاك بمكان يسمى ذا ليان١.

ويذكر أن "يوم العذيب" كان في عهد حكم "النعمان". وكان "النعمان" قد بعث إلى "الأصهب الجعفي" ينكر عليه بلوغ "سعد بن زيد مناة" و"عنزة" العذيب، فحشد "الأصهب" لهم ولقيهم، فقتلوه، قتله "الأحمر بن جندل"، وانهزمت اليمانية هزيمة شديدة، وأخذ منهم مال كثير وسبي٢.

وروى أهل الأخبار أن "النعمان بن المنذر" لما توج واطمأن به سريره، دخل عليه الناس، وفيهم أعرابي، فأنشأ يقول:

إذا سست قومًا فاجعل الجود بينهم ... وبينك تأمن كل ما تتخوف

فإن كشفت عنك الملمات عورة ... كفاك لباس الجود ما يتكشف

فقال: مقبول منك نصحك، ممن أنت؟ قال: أنا رجل من جرم، فأمر له بمئة ناقة، وهي أول جائزة أجازها٣.

ويقال إن "المنذر" أحد أبناء النعمان بن المنذر سقط قتيلًا على يد رجل من تغلب يدعى مرة بن كلثوم، وهو أخو عمرو بن كلثوم، ويقال إنه قتل أيضًا ابنًا آخر من أبناء النعمان٤.

وكانت للنعمان كتائب يقاتل بها هي: الرهائن والصنائع والوضائع والأشاهب والدوسر. وقد اشتهرت هذه الكتيبة الأخيرة بالشدة وبقوة البطش، فقيل في أمثالهم "أبطش من دوسر"٥.

أما الصنائع، فقد ورد في بعض الروايات أنهم جماعة كان يصطنعهم الملك من العرب ليحارب بهم، وكان يأخذهم من "بني ثعلبة" خاصة، يتخذهم كالحرس لا يبرحون بابه. وأما الرضائع، فألف رجل من الفرس، يخدمون الملك ليقاتل بهم، ويستبدلون بمثلهم كل سنة.


١ العقد الفريد "٦/ ٤١ وما بعدها".
٢ العمدة "٢/ ٢١٧".
٣ الأمالي للقالي "١/ ٣٢٩" "بيروت".
٤ Rothstein, S. ١١٢.
٥ الميداني. مجمع الأمثال "٧٨١".

<<  <  ج: ص:  >  >>