للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكر أهل الأخبار أنه كان للنعمان بن المنذر أخ من الرضاعة يقال له "سعد القرقرة" من أهل "هجر" كان من أضحك الناس وأبطلهم، وكان يضحك النعمان ويعجبه١. وذكر أن أناسًا من البطالين المضحكين كانوا يأتونه لإضحاكه ولنيل جوائزه. وذكروا منهم "العيار بن عبد الله الضبي" وكان بطالًا، يقول الشعر، ويضحك الملوك٢.

وقد كان النعمان بن المنذر مثل عمرو بن هند محبًّا للشعر والشعراء، والخطب والخطباء، وقد جعله الأخباريون من خير خطباء زمانه، كالذي يظهر من كلامه مع كسرى، وقد ذكر أنه قال له في مجلس كان حافلًا بوفود الروم والهند والصين، اجتمعوا عند كسرى. كما نسب إليه وفد ضم أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميمي، والحارث بن عباد وقيس بن مسعود البكريين، وخالد بن جعفر وعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل العامريين، وعمرو بن الشريد السلمي وعمرو بن معد يكرب الزبيدي والحارث بن ظالم المري، وكانوا خيرة من عرف بالخطابة وحسن الكلام في تلك الأيام٣.

وروى الأخباريون شعرًا من الشعر الذي قاله أصحابه في حضرة النعمان أو في مدحه وفي مدح آل لخم، كما رووا شعرًا في هجائه، ورووا بعض ما قيل في حضرته من حديث وبعض ما صادفه الشعراء حين كانوا يقصدونه لنيل ما يبتغون مثل حديث حسان بن ثابت الشاعر المخضرم المعروف٤ فقد زاره ومدحه غير أن هواه كان إلى الغساسنة أكثر منه إلى آل لخم. فقد كان يفتخر بهم، ويسامي الناس بهم، وينال جوائزهم حتى وإن لم يكن عندهم. يرسلونها إليه إن لم يكن في استطاعته أن يشخص إليه٥.

وقد جاء في شعر لـ "حسان بن ثابت" أنه زار "ابن سلمى"، أي


١ الفاخر "ص٥٦".
٢ وفد على النعمان بن المنذر فقال له:
أبيت اللعن وأسعدك إلهك ... سلخ التيس وذبحه مستهجن
الفاخر "ص ٥٦".
٣ العقد الفريد "١/ ٢٥٣ وما بعدها" "طبعة العريان"، بلوغ الأرب "٣/ ١٤٧ وما بعدها".
٤ العقد الفريد "١/ ٢٦٧"، الأغاني "١٥/ ٢٧" "دار الكتب المصرية"، العقد الفريد "٢/ ٢٢".
٥ العقد الفريد "٢/ ٢٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>