للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجر، أخبرهم، أن دم حجر لا يعتاض بجمل أو ناقة، وأنه لا بد من أخذه بالثأر، ثم أمهلهم حتى يجمع طلائع كندة، فيهجم عليهم١.

وهناك روية أخرى تنسب إلى "أبي عبيدة" في هذا المعنى المتقدم مآلها أن "بني أسد" اجتمعت "بعد قتلهم حجر بن عمرو إلى ابنه امرئ القيس على أنه يعطوه ألف بعير دية أبيه، أو يقيدوه من أي رجل شاء من بني أسد، أو يمهلهم حولًا. فقال: أما الدية، فما ظننت أنكم تعوضونها على مثلي. وأما القود، فلو قيد إليَّ ألف من بني أسد ما رضيتهم ولا رأيتهم كفئًا لحجر، وأما النظرة فلكم، ثم ستعرفونني في فرسان قحطان أحكم فيكم ظبا السيوف وشبا الأسنة حتى اشفي نفسي وأنال ثأري"٢.

ولم تشر رواية "الخليل" و"أبي عبيدة" إلى ما فعله "امرؤ القيس" بعد ذلك في "بني أسد"، ولكننا إذا ما أردنا ربط هذه الروايات بعضها ببعض وبحسب التسلسل الطبيعي المنطقي، نستطيع أن نجعلها مقدمة لرواية "ابن الكلبي" و"ابن السكيت" و"خالد الكلابي" وملحقها، وهي رواية "محمد بن سلام" عن نزول "امرؤ القيس" بـ"بكر" و"تغلب"، وطلبه النجدة منهم والنصرة على بني أسد، واقتصاصه منهم بعد تركهم لـ"بني كنانة" كما ذكرت ذلك سابقًا. وأن نربطها كذلك برواية "ابن الكلبي" والهيثم بن عدي" و"عمرو بن شيبة" وابن "قتيبة" الملحقة بهذه الرواية، والرواية القائلة بذهاب "امرئ القيس" إلى اليمن واستنصاره بـ"أزد شنونة" و"مرثد الخير بن ذي جدن الحميري" بعد أن امتنعت بكر من وائل وتغلب عن ملاحقة بني أسد.

وقد أشار "ابن قتيبة" أشار مختصرة إلى هجوم "امرئ القيس" على بني أسد حينما كانوا في "بني كنانة"، وذكر أنه أوقع بـ"بني كنانة"، ونجت "بنو كاهل" من بني أسد، فقال:

يا لهف نفسي إذ خطئن كاهلا ... القاتلين الملك الحلاحلا

تالله لا يذهب شيخي باطلا٣


١ الأغاني "٨/ ٧٢ وما بعدها".
٢ الأغاني "١٩/ ٨٥".
٣ الشعر والشعراء "١/ ٥٠ وما بعدها"، البداية والنهاية "٢/ ٢١٨"، شرح القصائد السبع الطوال، للأنباري "ص٤ وما بعدها "دار المعارف ١٩٦٣" ديوان امرئ القيس "ص٣٤" "دار المعارف" "تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم"، الحيوان، للجاحظ "٥/ ٥٧٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>