للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لأشرافها أحلاف مع سادات القبائل، تحالفوا معهم لتمشية مصالحهم ولحماية تجارتهم, فكان "زرارة" التميمي مثلًا حليفًا لـ"بني عبد الدار", وكان عامر بن هاشم بن عبد مناف قد تزوج "بنت النباش بن زرارة", وأولد منها "عكرمة بن عامر بن هاشم" الشاعر, و"بغيض بن عامر" الذي كتب الصحيفة على "بني هاشم" في أمر مقاطعة قريش لبني هاشم١.

وقد عيرت قريش بأنها لا تحسن القتال, وأنها تجاري وتساير من غلب, وأنها لا تخرج إلا بخفارة خفير, وبحلف حليف، وبحبل من هذه الحبال التي عقدتها مع سادات القبائل. فلما سمع "النعمان بن قبيصة بن حيَّة الطائي" ابن عم "قبيصة بن إياس بن حية الطائي" صاحب الحيرة, بـ"سعد بن أبي وقاص"، سأل عنه، فقيل: "رجل من قريش، فقال: أما إذا كان قرشيًّا فليس بشيء، والله لأجاهدنه القتال. إنما قريش عبيد من غلب، والله ما يمنعون خفيرًا، ولا يخرجون من بلادهم إلا بخفير"٢. ونجد أمثلة أخرى من هذا القبيل تشير إلى ميل قريش إلى السلم، وعدم قدرتها على القتال.

وذكر الإخباريون أنه كان لكنانة جملة أولاد، ذكر ابن الكلبي منهم: النضر، والنضير، ومالكًا, وملكان، وعامرًا وعمرًا، والحارث، وعروان "غزوان"، وسعدًا، وعوفًا، وغنمًا، ومخرمة، وجرولًا, وهم من زوجته "برة بنت مرّ" أخت "تميم بن مرّ"؛ ولهذا رأى النسابون وجود صلة بين أبناء هؤلاء الأولاد وقبيلة "تميم". وأما "عبد مناة"، فإنه ابن كنانة من زوجته الأخرى، وهي "الذفراء بنت هانئ بن بليّ" من قضاعة؛ ولذلك عد أبناؤه من قضاعة.

ويذكر أهل الأخبار أن من أجداد "قصي"، رجلًا كانت له منزلة في قومه اسمه "كعب بن لؤي", كان يخطب للناس في الحج، وكان رئيسًا في "قريش", فلما توفي أرخت قريش بموته إعظامًا له، إلى أن كان عام الفيل فأرخوا به٣. وذكر بعض أهل الأخبار أن أم "كعب" هي من "القين بن


١ نسب قريش "٢٥٤".
٢ الطبري "٣/ ٥٧٢ وما بعدها", "دار المعارف".
٣ البلاذري, أنساب "١/ ٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>