للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جسر" من قضاعة، وأن كعبًا هذا أول من سمى يوم الجمعة الجمعة, وكانت العرب تسمي يوم الجمعة: العروبة, وأول من قال: "أما بعد فكان يقول: "أما بعد، فاستمعوا وافهموا", وأن بين موته والفيل خمسمائة سنة وعشرين سنة١.

وفي قول أهل الأخبار عن وقت موت كعب مبالغة شديدة بالطبع، فإن كعبًا هو والد "مرة" و"مرة" هو والد "كلاب" و"كلاب" هو والد "قصي". فلا يعقل إذن أن يكون بين موت "كعب" وبين الفيل هذا المقدار من السنين.

وهم يذكرون أيضا أن والد "قصي" وهو "كلاب" كان قد نزوج "فاطمة بنت سعد بن سيل", فأنجبت له "قصيا". وهي من الأزد, من نسل "عامر الجادر", وقد عرف بـ"الجادر" لأنه بنى جدار الكعبة بعد أن وهن من سيل أتى في أيام ولاية جرهم البيت، فسمي الجادر. وذكر أيضا أن الحاج كانوا يتمسحون بالكعبة، ويأخذون من طيبها وحجارتها تبركًا بذلك، وأن عامرا هذا كان موكلا بإصلاح ما شعت من جدرها فسمي الجادر. وذكر أن "سعد بن سيل" كان أول من حلَّى السيوف بالفضة والذهب, وكان أهدى٢ إلى "كلاب" مع ابنته "فاطمة" سيفين محليين, فجعلا في خزانة الكعبة. وذكر أن "كلابًا" هو أول من جعل في الكعبة السيوف المحلاة بالذهب والفضة ذخيرة للكعبة٣. وجاء أيضا أنه أول من جدر الكعبة٤.

و"قصي" رئيس قريش، هو الذي ثبت الملك في عقبه، ونظم شئون المدينة، وقسم الوظائف والواجبات على أولاده حين شعر بدنو أجله. فلما أشرق الإسلام، كانت أمور مكة في يد قريش، ولم يكن لغير قريش نفوذ يذكر على مكة. فهو الذي بعث الحياة إلى قومه من قريش، وجعل لهم مكانة في هذه القرية ونفوذًا وشهرة في الحجاز، وهو الذي أوجد لمكة مكانة، وخلق


١ نهاية الأرب "١٦/ ١٨".
٢ البلاذري، أنساب "١/ ٤٨", "كلاب", الدميري، حياة الحيوان "٢/ ٢٧٨".
٣ نهاية الأرب "١٦/ ١٩".
٤ نسب قريش، للزبيري "ص١٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>