للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفضله وشرفه، واتخذ قصي لنفسه دار الندوة، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة، ففيها كانت قريش تقضي أمورها١.

ويذكر الإخباريون أيضا، أن قريشا كانوا إذا أرادوا إرسال عيرهم، فلا تخرج ولا يرحلون بها إلا من دار الندوة, ولا يقدمون إلا نزلوا فيها تشريفًا له وتيمنًا برأيه ومعرفةً بفضله، ولا يعذر لهم غلام إلا في دار الندوة. وكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة واللواء والندوة وحكم مكة، وكان يعشر من دخل مكة سوى أهلها٢.

وقد وردت في الشعر لفظة "مجمع":

أبونا قصي كان يدعى مجمعًا ... به جمع الله القبائل من فهرِ٣

فيظهر من هذا البيت أنه جمع قبائل فهر، ووحَّدها.

ويذكر الرواة أن "بني بكر بن عبد مناة" صاروا يبغضون قريشا لما كان من "قصي" حين أخرجهم من مكة مع من أخرج من خزاعة, حين قسمها رباعًا وخططًا بين قريش. فلما كانوا على عهد "المطلب"، وهموا بإخراج قريش من الحرم وأن يقاتلوهم حتى يغلبوهم عليه، وعدت "بنو بكر" على نعم لبني الهون فأطردوها، ثم جمعوا جموعهم وجمعت قريش واستعدت, وعقد المطلب الحلف بين قريش والأحابيش، فلقوا بني بكر ومن انضم إليهم وعلى الناس "المطلب"، فاقتتلوا بـ"ذات نكيف", فانهزم بنو بكر، وقتلوا قتلًا ذريعًا، فلم يعودوا لحرب قريش.

وقتل يومئذٍ "عبيد بن السفاح القاري" من القارة, قتادة بن قيس أخا


١ الطبري "٢/ ٢٥٨ وما بعدها", ابن الأثير، الكامل "٢/ ١٣ وما بعدها", ابن هشام, سيرة "٢/ ١٢٤ وما بعدها", "طبعة مصطفى البابي", البلاذري, أنساب "١/ ٥٢".
٢ ابن سعد، طبقات "١/ ٧٠".
٣ الاشتقاق "٩٧"، وفي رواية "أبوكم قصي"، الطبري "٢/ ١٦" "الاستقامة", اليعقوبي "١/ ٢١٠"، المقدسي، البدء والتأريخ "٤/ ١٠٩", ابن سعد, طبقات "١/ ٧١" "بيروت", السويدي، سبائك "٧٦", البلاذري, أنساب "١/ ٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>