للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروي أهل الأخبار أن أهل مكة كانوا يفدون على مائدة "ابن جدعان", وأن رسول الله كان فيمن حضر طعامه١.

ورُوِيَ أن الرسول لما أمر بأن يستطلع خبر القتلى من قريش يوم بدر، وأن تلتمس جثة "أبي جهل" في القتلى، قال لهم: " انظروا إن خفي عليكم في القتلى، إلى أثر جرح في ركبته، فإني ازدحمت يومًا أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جدعان، ونحن غلامان، وكنت أشف منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبتيه، فخدشت ساقه وانهشمت ركبته، فأثرها باقٍ في ركبته ", فوجدوه كذلك٢.

ويذكر أهل الأخبار أن "عبد الله بن جدعان" كان قد مثل قومه "بني تيم" في الوقت الذي أرسلته قريش إلى "سيف بن ذي يزن"، واسمه "النعمان بن قيس"؛ لتهنئته بظفره بالحبشة، وإخراجهم من وطنه. وكان هذا الوفد في وفود من العرب جاءته لتهنئته، وفيها شعراء وأشراف وسادات قبائل. وقد كان في وفد قريش: عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن عبد شمس، وخويلد بن أسد، ووهب بن عبد مناف. وقد قدمت تلك الوفود إلى صنعاء، ودخلت قصره: قصر غُمدان٣.

ويروى أن عبد الله بن جدعان كان عقيمًا، لم يولد له ولد٤, فتبنى رجلًا سماه "زهيرًا" وكناه "أبا مليكة"، فولده كلهم ينسبون إلى "أبي مليكة", وفقد "أبو مليكة" فلم يرجع٥.

وكانت له بئر بمكة تسمى "الثريا", وقد ذكر أن "بني تيم" حفروها٦.


١ اللسان "١٠/ ٤٥٧"، أيام العرب "٣٢٩". "٢/ ٢١٧".
٢ ابن هشام "٢/ ٢٨٨"، سمط النجوم "٢/ ٢٠٢"، البداية لابن كثير "٢/ ٢١٧".
٣ ابن عساكر, التأريخ الكبير، "١/ ٣٦١"، العقد الفريد "٢/ ٢٣" "لجنة التأليف" ابن كثير، البداية والنهاية "٢/ ٣٢٨".
٤ المحبر "ص٩٧"، "ومن ولده: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان ... وعلي بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان", نسب قريش "٢٩٣".
٥ المعارف "ص٤٧٥"، المحبر "ص٣٠٧".
٦ الحموي، المشترك "٨٧"، البلدان "٢/ ٧٧"، الأزرقي، أخبار مكة "٤٤٠", "لايبزك".

<<  <  ج: ص:  >  >>