للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أن دار عبد الله بن جدعان كانت في "ربع بني تيم"، وكانت شارعة على الوادي.١ وكانت دارا فخمة، وبقيت مشهورة معروفة بمكة حتى بعد وفاته.

وبهذه الدار عقد "حلف الفضول"؛ وذلك لشرفه ومكانته بين أهل مكة إذ ذاك, ولثرائه الضخم دخل كبير في ذلك، ولا شك. وقد صنع للمدعوين طعاما كثيرا قدمه إليهم، ثم عقد الحلف. وكان الرسول ممن شهده، وهو ابن عشرين أو خمس وعشرين, وكان يتذكره ويقول: " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أُحب أن لي به حمر النعم, ولو دعي به في الإسلام لأجبت "٢, أو " أما لو دعيت في الإسلام لأجبت، وأحب أن لي به حمر النعم، وإني نقصتُه وما يزيده الإسلام إلا شدة "٣.

وقد تكون حلف الفضول من هاشم، و"المطلب"، و"أسد"، و"زهرة"، و"تيم"، وربما من "بني الحارث بن فهر" أيضًا, وهم الذين كونوا حلف المطيبين. ولذلك ذهب بعض الباحثين إلى أن حلف الفضول, هو استمرار للحلف المذكور, إذ تألف من الأسر التي كانت ألفت ذلك الحلف ما خلا "بني عبد شمس" و"بني نوفل". وكان قد وقع نزاع بين "نوفل" و"عبد المطلب بن هاشم"، فعلَّه كان السبب في عدم انضمام "نوفل" إلى هذا الحلف، وقد تعاون "نوفل"، و"عبد شمس"، ووجدا في استطاعتهما التعاون بينهما من غير حاجة إلى الدخول في حلف الفضول؛ ولهذا لم يكن حلف الفضول في نظر هؤلاء، غير حلف من أحلاف الأسر، ولم يكن على رأيهم لنصرة الضعيف وإنصاف المظلوم، على نحو ما جاء في روايات أهل الأخبار.٤


١ أخبار مكة "ص ٤٦٨" "لايبزك".
٢ المقدسي، البدء والتأريخ "٤/ ١٣٧", تأريخ الخميس "١/ ٢٦١"، النويري، نهاية الأرب "٦/ ٢٦٧"، البخلاء "٢/ ١٢", ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "١٥/ ٢٠٣"، طبقات ابن سعد "١/ ١٢٦، ١٢٨"، مروج "٤/ ١٢٢ وما بعدها" "باريس".
٣ النويري، نهاية الأرب "٦/ ٢٦٧"، سمط النجوم العوالي "١/ ١٩٠", ابن هشام "١/ ١٩٠"، البداية "٢/ ٢٩١ وما بعدها"، ابن خلدون "القسم الأول، المجلد الثاني ص٧٠٦ وما بعدها" ابن الأثير، الكامل "ذكر حلف الفضول"، اللسان "١١/ ٥٢٧".
٤ Annail I, ١٦٤, Watt, Muhammad at Mecca. P. ٦,.

<<  <  ج: ص:  >  >>