للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أبيات أخرى إلى عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي١.

ولبعض النسابين والأخباريين رأي في نسب خزاعة، فهم يرون أنها من معدّ، أي من العدنانية، وأنها من نسل خزاعة بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر٢. ولكن الأكثرية من النسابين ترى أنها من الأزد، أي من قحطان.

وقد اختارت خزاعة بعد اعتزالها الأزد الذاهبين إلى الشام الإقامة بمكة، وكانت مكة بأيدي جرهم يومئذ أخذتها في أيام ملكها مضاض بن عمرو من العماليق أصحابها قبل جرهم، وساعده في ذلك "السميدع" ملك قطورا، وبقيت جرهم فيها إلى أن أجلتهم خزاعة عنها أجلاهم رئيسها يومئذٍ، وهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء بعد حرب، فانتقل الحكم إلى الخزاعيين، وتولاها رجال منهم تلقبوا كسابقيهم بألقاب الملوك.

وانفرد زعيم خزاعة لحيّ بالحكم، وتزوّجَ فهيرة بنت عامر بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي ملك جرهم، فولدت له عَمْرًا، وهو عمرو بن لحيّ على نحو ما ذكرت. ثم انتقل الحكم من بعده إلى أولاده، فكان مجموع ما حكموا خمسمائة عام، وآخرهم حليل بن حبشية في أيام قصيّ٣.

وللأخباريين روايات في كيفية استيلاء خزاعة على مكة، وفي الذي استولى عليها من رؤساء خزاعة، وهم يبالغون كثيرا في الزمن الذي استولت خزاعة فيه على مكة، وربما لا يتجاوز ذلك القرن الخامس للميلاد٤. أما تأريخ انتهاء حكمها على مكة وانتقاله إلى قريش في أيام قصيّ، فقد كان في النصف الأول من القرن السادس للميلاد. ولكن انتقال السلطة منها إلى قريش لا يعني أنها أصيبت بما أصيبت جرهم أو غير جرهم به من ضعف واندثار، فقد بقيت خزاعة معروفة مشهورة ذات بطون عديدة في الإسلام.


١ البلدان "٢/ ٢١".
٢ الإنباه "ص٩٢".
٣ الأزرقي "١/ ٤٦ وما بعدها".
٤ Ency., II, P, ٩٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>