للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تقوم به المرأة١. ويكون ذلك بالمشط. قال امرؤ القيس:

كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حَنّاء بشيب مرجّل٢

وللعرب عادات بالنسبة إلى شعرهم. فهم إذا غضبوا وأرادوا الأخذ بالثأر، لم يغسلوا شعورهم وتركوا تدهينها حتى يأخذوا بثأرهم. كالذي رووه من قصة امرئ القيس، حينما جاءه خبر مقتل والده. وهم إذا أرادوا إذلال رجل وإهانته كإذلال سيد قبيلة أو شريف قوم سقط أسيرًا، وأرادوا الإمعان في إذلاله جزوا ناصيته وتركوه يذهب فذلك عندهم شر إذلال. والناصية مقدم الرأس٣.

ويستوي الرجل والمرأة في دهن شعر الرأس. ولا زال الأعراب يدهنون شعورهم على الطريقة القديمة. ويستعمل أغنياؤهم الدهون الجيدة المستوردة من الخارج. مثل "الزيت" المطيب بالعطور وبأنواع الطيب، يدهنون به شعورهم ولحاهم في أيام الأفراح بصورة خاصة وفي الأعياد. وكان الرومان واليونان يدهنون الجسم كله بالزيت. ويعد دهن شعر الرأس من علامات الفرح والسرور، وتركه من علامات الغم والحزن٤. وقد كان الصحابة يطلون شعر رأسهم ولحيتهم بالدهن ليزيلوا شعث رءوسهم ولحاهم به٥.

ويضفر شعر الأولاد والبنات ضفائر، تتدلى على جانبي الوجه ومؤخرة الرأس. وأما الرجل، فكان منهم من يضفر شعر رأسه ضفيرتين يتركهما تتدليان على جانبي وجهه، ومنهم من يضفره جملة ضفائر، قد تبلغ سبعًا. وعادة ضفر شعر الرأس سبع ضفائر عادة معروفة عند غير العرب أيضًا. وكان شعر "شمشون" المشهور مضفورًا في سبع خصل٦. ولا زال الأعراب يضفرون شعورهم. ويقال للضفيرة "الذؤابة". والذؤابتان اللتان تسقطان على الصدر.


١ شرح النووي على صحيح مسلم، المطبوع حاشية على إرشاد الساري، للقسطلاني "٢/ ٣٣٨"، "باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله".
٢ تاج العروس "٧/ ٣٣٧"، "رجل".
٣ تاج العروس "١٠/ ٣٦٩"، نصا.
٤ مزامير ٢٣، ٥، متى ٦، ١٧، صموئيل الثاني الإصحاح ١٤، الآية ٢، قاموس الكتاب المقدس "١/ ٥٢٢".
٥ القسطلاني، إرشاد الساري "٢/ ١٦١".
٦ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٦١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>