للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتك ببني عامر وعبس، باغتهم هؤلاء بهجوم مفاجئ أفسد عليهم خطط قتالهم فارتدوا مذعورين تتعقبهم سيوف بني عامر. فكانت هزيمة فادحة نزلت بتميم وممن كان معهم من الأحلاف كلفت لقيطًا حياته، وأوقعت حاجبًا في الأسر، وأوقعت غيره في الأسر كذلك١.

وقد وقع هذا اليوم في عام مولد النبي على بعض الروايات، أي سنة ٥٧٠ للميلاد، وبعد عام من يوم الرحرحان٢. وقد أشار بعض الرواة إلى اشتراك عمرو بن الجون ومعاوية بن الجون في هذا اليوم، وإلى عقد معاوية بن الجون الألوية، فكان بنو أسد وبنو فزارة بلواء مع معاوية بن الجون، وكان بنو عمرو بن تميم مع لواء حاجب بن زرارة، وكان لواء الرباب مع حسان بن همام، وعقد لجماعة من بطون تميم مع لقيط بن زرارة، وكان عمرو بن الجون أول من قتل في هذا اليوم. وأسر أخوه معاوية بن الجون، كما أسر عمرو بن عمرو بن عدس وحاجب بن زرارة. وقد حمل عنترة على لقيط، فضربه بسيفه. ثم فدى حاجب بن زرارة بخمس مائة من الإبل، وفدى عمرو بن عمرو بمئتين٣.

وقد كان يوم جبلة في عام واحد مع يوم رحرحان على رواية، ويقصدون بهذا اليوم يوم رحرحان الثاني تمييزًا له عن يوم رحرحان الأول الذي غزا فيه يثربي بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن عامر بن صعصعة. وفي يوم رحرحان الثاني على هذه الرواية، كان أسر معبد بن زرارة: وقد نقل إلى الطائف خوفًا من بني تميم أن يستنقذوه٤.

وبعد مرور عام على يوم جَبَلَة طمعت بنو عامر في غزو بني تميم والإيقاع بها، فذهبت إلى حسان بن كبشة الكندي، وعلى رأسها ملاعب الأسنة عامر بن مالك بن جعفر وطفيل بن مالك بن جعفر وعمرو بن الأحوص بن جعفر


١ الأغاني "١٠/ ٣٣"، العقد الفريد "٦/ ٩ وما بعدها"، ابن الأثير "١/ ٣٥٥"، النقائض "٢/ ١١٥"، الميداني "٢/ ٣٩٨"، "الباب التاسع والعشرون: في أسماء أيام العرب"، البكري "٢/ ٣٦٥" "جبلة"، سبائك الذهب "١١٠ وما بعدها"، أيام العرب "١٤٩ وما بعدها"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٥٠"، الأغاني "١١/ ١٣١، ١٦١"، البلدان "٣/ ٤".
٢ البكري "٢/ ٣٦٥ وما بعدها"، "جبلة"، العقد الفريد "٦/ ٩ وما بعدها".
٣ ابن الأثير "١/ ٢٤٣"، ولابن إسحاق رواية أخرى عن هذا اليوم.
٤ العمدة "٢/ ١٩٨ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>