للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تراجعوا ورأوا أن الخطب يسير١.

وفي الفجار الثانية وقعت بينهم دماء يسيرة. وكان سببه عبث شباب من قريش وكنانة بامرأة من بني عامر بن صعصعة وكانت وضيئة حسانة رأوها بسوق عكاظ، فأرادوا منها أن تكشف لهم عن برقعها، فثارت ونادت: "يا آل عامر"، ونادى الشباب قومهم، فالتحموا في قتال لم يكن هذا الحادث ليوجبه. ثم انتهى بتوسط "حرب بن أمية" "الحارث بن أمية" باحتمال دماء القوم٢.

أما الفجار الثالث، فكان بسبب دين كان لرجل من بني جشم بن بكر بن هوازن على رجل من كنانة، فلواه به، ولم يعطه شيئًا منه. فلما أعياه، وافاه في سوق عكاظ بقرد، وجعل ينادي: "من يبيعني مثل هذا الربّاح بمالي على فلان بن فلان الكناني، من يعطيني مثل هذا بمالي على فلان بن فلان الكناني! رافعًا صوته بذلك، فلما أكثر من ندائه، مرّ به رجل من بني كنانة، فقتل القرد، فهتف الجُشمي: "يا آل هوازن وهتف الكناني: "يا آل كنانة" وتجمع الحيّان حتى تحاجزوا، ولم يكن بينهم قتلى، ثم كفوا وقالوا: "أفي ربّاح تريقون دماءكم وتقتلون أنفسكم؟ " وأصلح عبد الله بن جُدعان بينهما٣.

ووقع الفجار الآخر بسبب رجل خليع سكير فاسق، أتعب قومه فخلعوه وتبرأوا منه فخرج منهم، وصار يتنقل من قبيلة إلى قبيلة ومن سيد إلى سيد يطلب الحماية والجوار. فلما لفظه الجميع، وتعبوا منه، ذهب إلى مكة مستجيرًا بحرب بن أمية، فحالفه، وأحسن جواره. ثم شرب بمكة، وعاد إلى سيرته الأولى، فهمّ حرب بخلعه، فخرج من مكة، وذهب عنه إلى الحيرة. فلما كان هناك،


١ العقد الفريد "٦/ ١٠١"، الأغاني "٣/ ٣٦٨"، ابن الأثير "١/ ٣٥٩"، العمدة "٢/ ٢٠٧"، سرح العيون "٥٨"، أيام العرب "٣٢٢"، العمدة "٢/ ٢١٨" "محمد محيي الدين عبد الحميد"، الأغاني "١٩/ ٧٣"، "مطبعة التقدم ١٩٣٢م"، تأريخ الخميس، للديار بكري "١/ ٢٥٥".
٢ العمدة "٢/ ٢١٩"، "محمد محيي الدين عبد الحميد"، الأغاني "١٩/ ٧٤"، الكامل، لابن الأثير "١/ ٣٥٩"، تأريخ الخميس "١/ ٢٥٥"، السيرة الحلبية "١/ ١٤١".
٣ العمدة "٢/ ٢٠٧"، أيام العرب "٣٢٥"، "كان بسبب دين بني نصر على أحد بني كنانة" العمدة "٢/ ٢١٩"، "محمد محيي الدين عبد الحميد"، الأغاني "١٩/ ٧٤"، السيرة الحلبية "١/ ١٤١"، الكامل في التأريخ "١/ ٣٥٨ وما بعدها"، تأريخ الخميس "١/ ٢٥٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>