للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جندي١. وقد كان عدد اللجيون"٦" آلاف جندي في أيام الإمبراطورية، من الفرسان وبقية الأصناف المساندة. ويقسم "اللجيون" المكوّن من الفرسان إلى عشر كتائب، عدد كل كتيبة من "٦٠٠" فارس. تعرف بـCoforts وتقسم كل كتيبة Cohort إلى عشرة أقسام٢. ويسير النظام العسكري عند الرومان وفقًا للطريقة العشرية في تكون الجيش. وقد يتألف "اللجيون" من "٧٠٠٠" جندي، "٦٢٠٠" منهم من المشاة و"٧٣٠" من الفرسان ومن بقية التبع٣.

وحكومات اليمن والحيرة والغساسنة، تكاد تكون الحكومات الوحيدة التي ملكت جيوشًا مدربة نظامية، أي: جيوشًا مستعدة في كل وقت للدخول في الحروب. فلكل حكومة من هذه الحكومات كتائب مدربة في استطاعتها القتال. وهي كتائب من الفرسان وكتائب من المشاة، ولها رؤساء يشرفون على تدريبها وتسييرها وقت القتال. وهي بإشراف ضباط يتولون قيادتها بأمر من الملوك.

أما أهل القرى والمدن، فكان لهم قوادهم وحملة رايتهم في الحرب، غير أننا لم نسمع بوجود جيش نظامي مدرب عندهم، ولم نسمع بوجود كتائب مقاتلة، مستعدة للقتال أو للدفاع حين صدور الأمر إليها. بل كلّ ما وجدناه في كتب أهل الأخبار أن أسرًا معروفة عهد إليها بحماية الراية، والمحافظة عليها، فإذا وقع خطر، أخرج حفظتها تلك الراية ليرفعوها في القتال فتكون عندئذ شعارًا لهم وروحًا معنوية ذات أهمية، فإذا سقط حاملها أخذها غيره وهكذا كانوا يتناوبون في حملها. وسقوط الراية له أثر كبير في معنوية المحاربين.

ويظهر من دراسة ما أورده علماء اللغة والأخبار عن تشكيلات الجيش عند بقية الجاهليين، أن الجاهليين لم يكونوا يسيرون على نظام معين في تكوين الجيش وفي عدد وحداته، بل كانوا يتركون أمر ذلك إلى الظروف وإلى رأي القادة الذين توكل إليهم أمور إدارة المعارك. وذلك لأنهم لم يكونوا يملكون جيوشًا نظامية ثابتة, فقد كانت القبائل تقاتل حين تدعى إلى القتال أو حين يقع غزو عليها، فيهب كل فرد منها للدفاع عن قبيلته، أو في المساهمة في الغزو، يشترك في ذلك النساء والصغار أيضًا، ولا سيما في حالات الدفاع عن النفس. حتى المدن


١ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٢٥٣".
٢ Hastings, P.٥٤٠
٣ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٣٤٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>