للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتهر بعمل "الدروع" لا "سليمان" على حد قول أهل الأخبار١. وقد أشير إلى صنع "داود" للدروع في بيت شعر "لبشامة بن عمرو"، وقد وصف دروعه بأنها "موضونة"، أي: مضاعفة ثخينة، تسمع للقواضب فيها صليلًا ٢، كما أشير إلى ذلك في بيت شعر ينسب إلى "الحصين بن الحُمام المرّي"، حيث نسب نسج الدروع إلى "داود". والغالب عن الجاهليين نسبة الدروع إلى "داود"٣.

وأما لفظة "سليم" الواردة في بيت "النابغة"، فتعني "سليمان" أيضًا ٤.

ونحن لا يهمنا في هذا المكان أمر صانع هذه الدروع، إنما الذي يهمنا هنا هو أثر القصص اليهودي والدعاية الإسرائيلية في نفوس الجاهليين، مما يدل على أن اليهود المهاجرين إلى جزيرة العرب كانوا قد غرسوا بذور الدعاية اليهودية بين الجاهليين حتى تؤثر فيهم، فكان من أثره مثل هذا القصص الذي نجده في شعر الجاهليين وفي قصصهم المدون في الإسلام.

ولا يستبعد أن يكون في اتجار يهود الحجاز بالأسلحة واستيرادهم إياها من بلاد الشأم لبيعها للعرب أو للاحتفاظ بها لتهديد من يطمع فيهم ولمقاومته، أثر في ظهور مثل هذا القصص، وفي نسبة الأسلحة الجيدة إلى "داود" أو "سليمان".

وعرفت الدروع المصنوعة باليمن بالجودة كذلك. وقد نسبت بعضها إلى التبابعة، فقيل: "نثلة تبعية" يريدون بلفظة "نثلة" درع. وقيل: "مسفوحة تبعية" أي: "درع تبعية" منسوبة إلى "تبع"٥.

و"التسبغة" هي: زرد مشبك الحلق متصل بالبيضة يطرح على الظهر ليستر العتق، فلا تؤثر فيه الضربات والطعن٦.

ومن الأدوات التي استخدمها المحاربون "البيضة"، وهي غطاء يوضع على


١ المعاني الكبير "٢/ ١٠٣٥".
٢ المفضليات، "إخراج حسن السندوبي"، القاهرة "١٩٢٦"، "ص١٦".
٣ المفضليات، "إخراج السندوبي" "ص٢٠".
٤ المعاني الكبير "٢/ ١٠٣٢".
٥ المعاني الكبير "٢/ ١٠٣٦"، المفضليات "ص٣٥" "حسن السندوبي"، العمدة "٢/ ٢٣ وما بعدها".
٦ المفضليات "ص٣٦" "السندوبي".

<<  <  ج: ص:  >  >>