للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرأس لحمايته من السيوف والحجارة والعصى وما شابه ذلك١. وهي لا بد أن تكون مصنوعة من مواد واقية تحفظ الرأس من الأخطار، كأن تكون مصنوعة، من الحديد أو المواد المعدنية الأخرى أو من الجلود الثخينة.

وقد عرفت "البيضة" المستديرة بـ"تركة". وورد في شعر "مزرد بن ضرار الذبياني" "تركة حميرية"، أي: منسوبة إلى حمير، مما يشير إلى اشتهار هذا النوع من آلة وقاية الرأس٢.

والعمائم خوذ المحاربين عند الجاهليين. فإذا خاض المحارب معركة ما اعتم بعمامة، وقد يضع عليها ريشة، وقد يتحنك بذؤابتها، ولم تكن عمائم الحرب ذوات لون واحد، بل كانت ذوات ألوان، قد يدخل المحارب الحرب وعلى رأسه عمامة يختلف لونها عن لون العمامة التي لبسها قبلًا. وقد تحدث أهل الأخبار عن أنواع العمائم التي لبسها المحاربون في القتال.

ولكن هذا لا يعني أن الجاهليين كانوا لا يستعملون الخوذ في حروبهم. لقد كان عرب العراق وعرب بلاد الشأم واليمن يستعملونها أيضًا. وإذا كانت الخوذ قليلة الاستعمال في معظم أنحاء جزيرة العرب، فإنما يعود سبب ذلك إلى غلاء ثمنها؛ لأنها من المعدن في الغالب، ولعدم وجود حاجات ملحة إليها هناك. وقد لبس الرومان واليونان خوذًًا مصنوعة من النحاس ومن البرنز. واستعملت الخوذ المعمولة من الخشب ومن الجلود والكتان واللباد وبعض المواد الأخرى. وقد تفنن صانعوها في زخرفتها وفي أشكالها، وعلى هذه الزخرفة والمواد المصنوعة منها يتوقف سعر الخوذ بالطبع.

وأما "المجن" و"الترس" و"الدرقة"، فبمعنى واحد، وهي لوقاية الجسم من ضربات السيوف، ويصنعها العرب من الجلود في الغالب٣.

ويقال للزرد الذي ينسج على قدر الرأس ويلبس تحت القلنسوة: "المغفر"٤.


١ الطبري "٢/ ٣٧٩"، بلوغ الأرب "٢/ ٦٧"، "البيضة والبيض ما يحمي الرأس من سلاح"، المعاني "٢/ ١٠٣٢".
٢
وتسبغة في تركة حميرية ... دلامصة ترفض منها الجنادل
المفضليات "السندوبي" "ص٣٦".
٣ بلوغ الأرب "٢/ ٢٧".
٤ اللسان "٥/ ٢٦"، تاج العروس "٣/ ٤٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>