للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان١. ويقال للأطم: الأجم أيضًا٢.

فكانت الآطام هي وسائل الدفاع عند أهل يثرب، إذ لم يكن حولها سور يحميها من غزو الأعداء. فكانوا إذا حوصروا أو وقع غزو عليهم، لجئوا إلى آطامهم يتحصنون بها ويقذفون من أعاليها بما عندهم من وسائل دفاع لمنع العدو من الدنو منهم ولإلحاق الأذى به. وهي جملة آطام تملكها البيوتات العريقة وسادات الشعاب المكونة ليثرب والقائمة على أساس التقسيم العشائري٣.

والآطام بيوت السادات ورؤساء القوم، يلجأ إليها الناس للدفاع عن أنفسهم وعنها وقت الخطر. ويظهر من شعر أوس بن مغراء السعدي:

بَثَّ الجنود لهم في الأرض يقتلهم ... ما بين بصرى إلى آطام نجران٤

أي: نجران كانت ذات آطام كذلك.

وذكر أن باليمن حصن يعرف بأطم الأضبط، وهو الأضبط بن قريع بن عوف بن سعد بن زيد مناة. كان أغار على أهل صنعاء وبنى بها أطمًا. ونسبوا له شعرًا، من هذا الشعر الذي يحمل طابع العصبية القبلية، والحقد على اليمن.

يذكر فيه أنه شفى نفسه من "ذوي يمن"، بالطعن في اللبات والضرب، وأباح بلدتهم، وأقام حولًا كاملًا يسبي، وبنى أطمًا في بلادهم ليثبت تغلبه عليهم، وليكون أمارة على قهره لهم٥.

وقد اشتهر أطم "الضاحي" بالمدينة. وهو أطم بناه "أحيحة بن الجلاح" من سادات يثرب بـ"العصبة" في أرضه التي يقال لها: "القنانة"٦.

وكان دفاع أهل الحيرة عن مدينتهم وفق هذه الخطة أيضًا. فقد كانت المدينة "قصورًا" كل قصر لعائلة كبيرة، هو مسكن لها، وهو مخزن ومستودع


١ التنبيه والإشراف "١٧٦".
٢ الطبري "٢/ ٥٦٨".
٣ الطبري "٢/ ٥٧٥"، تاج العروس "٨/ ١٨٧"، "أطم".
٤ اللسان "١٢/ ١٩"، "أطم".
٥ اللسان "١٢/ ١٩"، "أطيم"، وفي الشعر ضعف وتكلف، وهو من الموضوعات. وضعه المتعصبون على اليمن. وفي أغلب هذا النوع من الشعر، ضعف وتكلف وطابع الصنعة ظاهر عليه.
٦ تاج العروس "١٠/ ٢١٧"، "ضحى".

<<  <  ج: ص:  >  >>