للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يذكر أهل الأخبار شيئًا عن ذلك الشخص الذي زعموا أنه كان يُعرف بـ"رحمان اليمامة" لكنهم ذكروا أن "مسيلمة الكذاب"، كان يقال له رحمان اليمامة١. فهل عنوا بـ"رحمان اليمامة" مسيلمة نفسه، أم شخصًا آخر كان يدعو لعبادة "الرحمن" قبله؟

وورد أن قريشًا قالوا للرسول: "إنا قد بلغنا أنك إنما يعلمك رجل باليمامة، يقال له الرحمن ولن نؤمن به أبدًا" فنزل فيهم قوله: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} ٢. وذكر بعض أهل الأخبار: كان مسيلمة بن حبيب الحنفي، قد تسمى بالرحمن في الجاهلية، وكان من المعمرين، وذلك قبل أن يولد عبد الله أبو رسول الله٣.

وورد في بعض أقوال علماء التفسير أن اليهود قالوا: "ما لنا لا نسمع في القرآن اسمًا هو في التوراة كثير. يعنون الرحمن، فنزلت الآية" ٤.

ويرى المستشرقون أن عبادة "الرحمن" "رحمنن"، إنما ظهرت بين الجاهليين بتأثير دخول اليهودية والنصرانية بينهم٥.

وقد ذكر "اليعقوبي" أن تلبية "قيس عيلان" كانت على هذا النحو: "لبيك اللهم لبيك، لبيك أنت الرحمن، أتتك قيس عيلان، راجلها والركبان"٦ وأن تلبية عك والأشعرين، كانت:

نحج للرحمان بيتًا عجبًا ... مستترًا مغببًا محجبًا٧

وفي التلبيتين المذكورتين دلالة على اعتقاد القوم بإله واحد، هو الرحمن.


١ اللسان "١٢/ ٢٣١"، "رحم" تاج العروس "٨/ ٣٠٧"، "رحم".
٢ سورة الرعد، الآية٣٠، الروض الأنف "١/ ٢٠٠" سيرة ابن هشام "١/ ٢٠٠" "حاشية على الروض" تفسير الطبري "١٣/ ١٠١".
٣ الروض الأنف "١/ ٢٠٠".
٤ القرطبي، الجامع "١٠/ ٣٤٣".
٥ G. Ryckmans, Inscriptions Sudarabes, I, No. ٥١٥, Le Museon, ٦٦, ١٩٥٣, p. ٣١٤, ryckmans ٣٣٠, b, CIH ٥٤١, G. Ryckmans, in Le Museon, ٥٩, ١٩٤٦, p. ١٦٥, A. Jamme, La Religion Sud-arabe, Preislamiqeue, ٢٧٥.
٦ اليعقوبي "١/ ٢٢٥".
٧ اليعقوبي "١/ ٢٢٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>