للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما في بطن المرأة أو ما في بطن الحيوان، وقد يكون النذر حيوانات حية. وهكذا نجد مادة النذر كثيرة مختلفة متباينة بتباين النذر والأشخاص١.

ولا يشترط في وفاء النذر أن يكون عينًا أي مادة؛ إذ يجوز أن يكون أمرًا معنويًّا، كأن يذكر الناذر في نذره أنه إن أجاب الإله الفلاني طلبه وبارك له ومنحه طفلًا، يخدمه له أو يسميه عبده، أي عبد ذلك الإله الذي نذر له. وكثير من الأسماء المبتدأة بـ"عبد" يليها اسم "صنم"، هي من هذا القبيل، دُعي أصحابها بها ليحمي من سمي به صاحب ذلك الاسم في مقابل تلك التسمية، ومن هذا القبيل عبد مناف وعبد مناة٢.

ومن هذا القبيل أيضًا نذر المواهب، كأن ينذر شخص مواهبه لصنم أو لمعبد، بأن يتعهد أن يقوم بترنيم التراتيل الدينية في الأعياد أو في أوقات الصلوات والمناسبات في ذلك المعبد، أو يقوم فيه بأعمال فنية مثل رسم منظر ديني أو تزيين معبد الإله، والنذر بالصيام وبغير ذلك٣.

ويعبر عن الابن الذي ينذره أبوه أو أمه بأن يجعله خادمًا للمعبد أو للصنم أو للكنيسة ذكرًا كان أم أنثى "النذيرة"، وذلك لأنه حبس على خدمة الإله أو الصنم أو المعبد وتفرغ، فلا يخدم أحدًا سواها٤. وفي التنزيل: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ٥.

ويقال للنذر "النحب"، وهو ما ينذره الإنسان على نفسه فيجعله نحبًا واجبًا. وقيل: إنما قيل للنذر نذرًا؛ لأنه ينذر فيه، أي أوجب على النفس٦. ووردت لفظة "نذر" "نذرم" "نذرن" في نصوص المسند، بمعنى "نذر" و"نذور".


١ تفسير الطبري "٣/ ٩١ وما بعدها"، "القاهرة ١٩٥٤" القاموس "٢/ ١٢٠"، Encv. Brita, Vol, ٢٥, p. ٢٠٠, Reste, S. ١١٢, Ency, Religi, ١٢, p. ٦٤٤..
٢ الروض الأنف "١/ ٦".
٣ تفسير الطبري "٥/ ٥٨٠ وما بعدها"، "دار المعارف"، تفسير البيضاوي "٦/ ١٥٤"، القرطبي، الجامع "١١/ ٩٧ وما بعدها"، الطبرسي "٢/ ٣٤٥".
٤ اللسان "٥/ ٢٠٠"، "نذر"، تاج العروس "٣/ ٥٦١"، "نذر".
٥ آل عمران، الآية ٣٥، تفسير الطبري "٣/ ١٥٧ وما بعدها"، القرطبي "٤/ ٦٥ وما بعدها"، تفسير البيضاوي "٣/ ٢٠ وما بعدها"، تفسير ابن كثير "١/ ٣٥٨ وما بعدها" روح المعاني "١/ ٥٦١".
٦ اللسان "٥/ ٢٠٠"، تاج العروس "٣/ ٥٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>