للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبي لهب. فلما مرض أبو أحيحة، وهو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، مرضه الذي مات فيه، كان أهم ما شغل باله عبادة العزى وخشيته أن لا تعبد من بعده، فلما أجابه أبو لهب مهونًا عليه الأمر: رد والله ما عبدت حياتك "لأجلك"، ولا تترك عبادتها بعدك لموتك! سره هذا الجواب، وأفرج عنه. فقال: "الآن علمت أن لي خليفة"١.

ويروي ابن الكلبي أن الرسول أمر بالقضاء على العزى، وذلك عام الفتح، فلما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد فقال له: ائت بطن نخلة، فإنك تجد ثلاث سمرات، فاعضد الأولى. فأتاها فعضدها، فلما جاء إليه عليه السلام: هل رأيت شيئًا؟ فقال: لا، قال: فاعضد الثانية؟ فأتاها فعضدها. ثم أتى النبي عليه السلام، فقال: هل رأيت شيئًا؟ قال: لا. قال: فاعضد الثالثة. فأتاها. فإذا هو بحبشية نافشة شعرها، واضعة يديها على عاتقها، تصرف بأنيابها، وخلفها دبية بن حرمي الشيباني ثم السلمي، وكان سادتها. فلما نظر إلى خالد، قال:

أعز شدي لا تكذبي ... على خالد ألقي الخمار وشمري

فإنك إلا تقتلي اليوم خالدًا ... تبوئي بذل عاجلًا وتنصري

فقال خالد:

يا عز كفرانك، لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك

ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة. ثم عضد الشجرة، وقتل دبية السادن ثم أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال: تلك العزى، ولا عزى بعدها للعرب. أما أنها لن تعبد بعد اليوم٢.


١ الأصنام "٢٣".
٢ الأصنام "١٥ وما بعدها" "روزا" ويختلف نص الشعر المذكور المنسوب إلى "دبية" في كتاب الأصنام بعض الاختلاف عن نص تأريخ الطبري "٣/ ٦٥". إمتاع الأسماع "١/ ٣٩٨"، تفسير الطبرسي "٢٧/ ٤٨ وما بعدها" روح المعاني "٢٧/ ٤٧ وما بعدها". الأزرقي "٧٨ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>