للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل السبعون: أصنام الكتابات

أقصد بـ"أصنام الكتابات" الأصنام التي عرفنا خبرها وأمرها من الكتابات الجاهلية ومن الكتابات الآشورية ومن كتب الكتبة "الكلاسيكيين"، وذلك تمييزًا لها عن الأصنام التي أخذنا علمنا بها من روايات الأخباريين في الغالب.

وقد سبق لنا أن وقفنا على أسماء بعض آلهة الأعراب، وذلك أثناء حديثنا عن الآشوريين والعرب. وقد ذكرت تلك الأسماء في الكتابات الآشورية لمناسبة سقوط أصنامها أسيرة في أيدي الآشوريين. وكان الأعراب الذين حاربوا الآشوريين قد حملوها معهم، إما تبركًا وتيمنًا بها، وتفاؤلًا من وجودها معها بالنصر والغنائم، وإما لأنها كانت معهم في خيمتها المتخذة معبدًا لها فسقطت في أيدي الآشوريين باكتساح الآشوريين لمنازل أولئك الأعراب. فأخذها الآشوريون معهم وحملوها إلى عاصمتهم أسيرة كما يؤسر البشر، وسجنوها عندهم؛ إذلالًا لعبادها وإهانة لهم، وازدراء بشأن تلك الآلهة المغلوبة السيئة الحظ التي لم تتمكن من مساعدة عبادها في القتال والتي لم تتمكن حتى من تخليص نفسها من الأسر، فوقعت هي نفسها أسيرة ذليلة في أيدي عبدة آلهة أخرى، وبقيت في أسرها هذا، حتى وجد الأعراب إلا مناص لهم من استردادها من الآشوريين إلا باسترضائهم وبإعلان خضوعهم لهم. فذهبوا إلى نينوى، وقدموا طاعتهم لملك آشور، وأمر عندئذ بإعادة أصنامهم إليهم، وكتب الآشوريون فوقها كتابة تشير إلى سقوطها في أسرهم، وإلى تغلب آلهة الآشوريين على آلهة الأعراب وتفوق إله آشور على

<<  <  ج: ص:  >  >>