للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"ود" إله معين. وقد ظهر بظهور نجم "بني بتع" واشتهر بهم. وكان ظهوره حوالي الميلاد بصورة خاصة. ففي ذلك العهد اشتد أمر أقيال همدان، فاستأثروا بالحكم، ودعوا أنفسهم ملوكًا، ورفعوا إله قبيلتهم فوق الآلهة الأخرى، فنحروا له الذبائح، وقدموا له النذور، وتنافسوا في بناء معبده. ودام عزيزًا مكرمًا ما دام نقوذ ملوك همدان١.

وقد كانت لهذا الإله مثل سائر الآلهة الأخرى جملة معابد، غير أن معبده الأكبر هو المعبد المعروف بمعبد "تلب ريم بعل ترعت" أي: "تألب ريام رب ترعت"٢. ويظهر أن كلمة "ترعت" هي اسم موضع، أقيم المعبد عليه. وهو معبد كانت تقدم إليه أقيال "سمعى" وقبائل همدان الأخرى النذور والقرابين والهدايا، وتحبس له الأرضين.

ومن الآلهة التي ورد اسمها في الكتابات العربية الجنوبية، الإله "حول" "حويل"، والإله "جلسد" "الجلسد". وتدل لفظة "حول" على الحول والقوة. فلعل معنى اسم هذا الإله هو "الحويل"، أي صاحب الحول والقوة. بمعنى القوي. وهو من آلهة حضرموت٣.

وورد اسم الإله "حلفن" في جملة أسماء الآلهة المذكورة في الكتابات العربية الجنوبية. وقد ورد في جملة نصوص تتعلق بحبس أموال وبعقد عقود. ويلاحظ أن أصحابها استعانوا بهذا الإله لإنزال النقمة والعذاب وأشد الجزاء بكل من يحاول أن يغير أو يبدل تلك العقود والنصوص، أو يتجرأ فيستولي على الأموال والحبوس المقررة، كما رجوا منه أن يشملهم هم وجماعتهم برحمته وبلطفه وكرمه لإخلاصهم له ولفنائهم في حبه٤.

ومن بين الآلهة إله عرف بـ"ذ سموي"، أي "رب السماء"، وهو إله ظهر اسمه قبل الميلاد بقليل٥. وقد بقي اسمه متألقًا في سماء اليمن، يقدم إليه الناس النذور والقرابين إلى ما بعد الميلاد. ويرى بعض الباحثين، أن عبادته تدل


١ Ilmukah, S. ٦٨.
٢ Hommel, grundriss, I, s. ١٤٣.
٣ Handbuch, I. S. ١٨٨
٤ Halevy, ١٤٧, ١٤٨. Rhodokanais rlddoka S. ٢٢.
٥ Handbuch, I, ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>