للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ظهور عقيدة التوحيد عند العرب الجنوبيين؛ إذ تدعو إلى عبادة إله واحد، هو "رب السماء"١.

ولدينا كتابة مخرومة أسطرًا، لكنها لا تزال مع ذلك مفهومة، تفيد أن جماعة من الأشرار المارقين تطاولوا على حرم "أوثن ذ سموي" أي "الوثن رب السماء"، فسرقوه، ونهبوا ما كان فيه، واستولوا على ما كان حبس له. ولكن عبدته عادوا، فجمعوا ما سرق، وأصلحوا ما أفسد، وتقربوا إلى الإله "رب السماء" بطلب التوبة والغفران، وختموا نصهم بهذه الجملة: "وذ سموي ليزامتعن شعبهو"، أي "وليمتع رب السماء شعبه"٢. ويقصد النص بشعبه أتباع هذا الإله وعبدته.

وإلى هذا الإله، الإله: "ذ سمي" "ذ سموي"، إله السماء تعبدت قبيلة "أمر" "أمر". ويعد "بعل سمن" "بعل سمين" "بعل السماوات" إلهًا للبركة والخصب؛ إذ يرسل المطر فينشر الخير للناس٣.

ونقرأ في النصوص العربية الجنوبية اسم إله جديد، هو الإله "رحمنن"، أي "الرحمن". وهو إله يرجع بعض المستشرقين أصله إلى دخول اليهودية إلى اليمن وانتشارها هناك. وهذا الإله هو الإله "رحمنه" Rahman-a "رحمنا" في نصوص تدمر٤.

وورد في نص: "رحمنن بعل سمين" "رحمنن بعل سمن"، أي "الرحمن رب السماء"، أي أنه إله السماء. فصار في منزلة الإله "ذ سموي". ثم لقب بـ"رحمنن بعل سمين وأرضن"، أي "الرحمن رب السماء والأرض" في نصوص أخرى٥. فصار إله السماوات والأرضين.

وقد نشر نص بالمسند، وردت فيه جملة: "الرحمن الذي في السماء وإسرائيل رب يهود"٦. وهو نص، إن صح نقله عن الأصل بدقة وعناية، وإن صح


١Handbuch, I, ٨ ١٠٤, Rivsta, ١٩٥٥. Fasc, I, II. p. ١٠٩, Le Museon, ١٩٥٤, Tome,
LXVn, p. ١١٨.
٢REP. EPIGR. ٨٥٠, Rhodokanakls, Stud., S. ١٦٢, Mordtmann, Beitrage, S. ١٨٨.
٣ REP. EPIGR., ٤١٤٢. Aratrien, S. ٢٤٥.
٤ Handbuch, I, S. ١٠٤, ٢٤٨.
٥ Le Museon, ١٩٥٤, Tome, LXVII, p, ١٠٣.
٦ Margoliouth, Relations, p. ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>