للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الإله "قينن" "قينان"، وهو إله "بني سخيم"١.

لقد تجمع لدى علماء العربية الجنوبية من أسماء آلهة العرب الجنوبيين ما ينيف على مائة اسم إله، غير أن أكثر هذه الأسماء ليست في الواقع أعلامًا. وإنما هي صفات ونعوت للآلهة ذكرت بدلًا من ذكر اسم الإله الخاص. أو كناية تشير إلى أسماء المواضع التي كانت فيها معابد تلك الآلهة، فقد كان لبعض المدن معابد خصصت بعبادة إله، ربما كان إله المدينة أوجملة آلهة لها بالطبع صلة بالمدينة وبالشعب الذي تنتمي المدينه إليه. غير أن هذه الآلهة جميعها يمكن رجعها إلى ثلاثة، هي القمر والشمس والزهرة، أي إلى ثالوث يرمز إلى هذه الكواكب الثلاثة٢.

وهناك أسماء مثل "يثعم" في السبئية، و"ككون" في المعينية، و"أرن يدع"٣. و"سميهت"، و"ذ أينت"، و"نقين" و"نوشو" و"هروم"، يظن أن لها صلة بالآلهة.

وكما حفظت نصوص المسند أسماء بعض آلهة العرب الجنوبيين حفظت النصوص الثمودية واللحيانية والصفوية والنبطية كذلك أسماء بعض آلهة تلك الشعوب. وهي كما يظهر من دراستها وتحليلها خليط من آلهة ترد أسماؤها في روايات الأخباريين، ومن آلهة ترد أسماؤها في النصوص العربية الجنوبية. كما أن بينها أسماء آلهة لم ترد لا في أخبار الأخباريين ولا في نصوص المسند. ولاتصال مواطن هذه الشعوب بمواطن الساميين الغربيين بمواطن الساميين الشرقيين ومتاخمتها لعرب العراق ونجد والقبائل العربية في الحجاز ولصلاتها التأريخية القديمة بالعرب الجنوبيين، كان لدراسة الناحية الدينية عند هذه الأقوام أهمية كبيرة في معرفة التطورات الدينية قبل الإسلام، وهذا الخليط الذي أشرت إليه هو في حد ذاته دراسة قيمة تشير إلى التقاء التيارات الدينية واتصالها بهذه البقاع.

وحفظت النصوص الثمودية أسماء جملة آلهة، تعبدوا لها وتقربوا إليها بالقرابين والنذور. منها الإله: "ود" و"جد هدد" و"شمس" و"عزيز".


١ Arabien, s. ٢٤٥.
٢ Ency Britani, Vol, ١٩, p. ٤٨٦.
٣ Arabien, s. ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>