للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم كما ذكرت قبائل عديدة طافت في هذه الأرضين التي عثر على الكتابات الصفوية بها، وهم من مواضع متعددة، ولم يكونوا من موطن ثابت، لذلك كانوا يعبدون آلهة مختلفة، آلهة قبائلهم، وآلهة قبائل سبقتهم، وآلهة قبائل اختلطوا بها فأخذوا عنها معبوداتهم، مثل هذا الإله "بعل سمين"، أي بعل السماء، أو رب السماء.

وتعد اللات من أهم الآلهة عن الصفويين، بدليل كثرة ورود اسمها في كتاباتهم. فقد ورد اسمها في أكثر من ستين مرة في الكتابات١.

و"هـ ل هـ"، "هله" هي بمعنى" "اللهم". فلفظة "له" هي بمعنى "إله" و"لاه" وقد ذهب بعض المستشرقين إلى أنها تعني "الله". وإذا صح هذا الرأي، دل على أن لفظة الجلالة "الله" كانت معروفة عند العرب الجاهليين قبل الإسلام بقرون. وقد وردت في عدد من النصوص الصفوية مسبوقة بحرف "الهاء" في الغالب، وهو حرف النداء، كالذي ورد في نص صفوي سجله شخص اسمه "سني بن سني بن محنن"، ذكر فيه أنه عثر على أثر عمه، ثم توسل إلى "له" إذ خاطبه بقوله: "فهله سلم لذ ساد وغيرت أي: "فيا الله امنح السلامة لمن سار بمعنى سافر وساعده"٢.

و"رضى" "رضا" هو من الآلهة التي تعبد لها الصفويين كذلك، وقد تحدثت عنه في مواضع عدة، إذ كان معبودًا عند غيرهم أيضًا. وهو "أرصو" "أرضو" في الغالب، الذي يرد في نصوص تدمر. وقد ورد اسم "رضى" في عدد من الكتابات الصفوية، يتوسل فيها أصحابه إليه أن يمنَّ عليهم بالسلامة والنعم، وأن يبعد عنهم شر الأعداء وكيدهم، وأن ينزل النقمة وغضبه على أعدائهم، إلى أمثال ذلك من توسلات وأدعية٣.

وورود "عبد حت"، أي "عبد حوت"، في الكتابات المتأخرة٤، يدل على أن "حوتًا" من أسماء الآلهة التي تعبد لها اللحيانيون.


١ العرب في سورية قبل الإسلام "١١١".
٢ رينه ديسو "١٣٤".
٣ رينه ديسو "١٣٤".
٤ Lihyan, s. ٤٧, ١٤٣, Js ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>