للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشمل ذلك الحمس وغيرهم. فأخذوا يقفون كلهم موقف عرفة، ووضع عن قريش ما فعلوه من تمييز أنفسهم عن الناس١.

وورد في روايات أخرى، أن قريشًا وكل حليف لهم وبني أخت لهم، لا يفيضون من عرفات، إنما يفيضون من المغمس، وورد أن قريشًا وكل ابن أخت وحليف لهم، لا يفيضون مع الناس من عرفات، يقفون في الحرم ولا يخرجون منه. يقولون: إنما نحن أهل حرم الله، فلا نخرج من حرمه، وأنهم قالوا "نحن بنو إبراهيم وأهل الحرمة وولاة البيت، وقاطنوا مكة وساكنوها، فليس لأحد من العرب مثل حقنا، ولا مثل منزلنا، ولا تعرف له العرب مثل ما نعرف لنا، فلا تعظموا شيئًا من الحل، كما تعظمون الحرم. فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمكم، وقالوا: قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم فتركوا الوقوف على عرفة والإفاضة منها"٢.

وذكر أن قريشًا ومن دان بدينها تفيض من "جمع" من المشعر الحرام٣" و"جمع" المزدلفة٤.

و"عرفة" أو "عرفات" موضع على مسافة غير بعيدة عن مكة٥. لا بد وأن يكون من المواضع التي كان يقدسها أهل الجاهلية، وأن يكون له ارتباط بصنم من الأصنام، وإلا لما صار جزءًا من أجزاء مناسك الحج وشعائره عند الجاهليين. ويقف الحجاج موقف عرفة من الظهر إلى وقت الغروب. وقد يكون لموقف الجاهليين في عرفة وقت الغروب علاقة بعبادة الشمس. فإذا غربت الشمس اتجه الحجاج إلى "المزدلفة".


١ تفسير الطبري "٢/ ١٦٦ وما بعدها".
٢ تفسير الطبري "٢/ ١٧٠".
٣ أسباب النزول "٤٢".
٤ قال أبو ذؤيب:
فَباتَ بِجَمعٍ ثُمَّ تَمَّ إِلى مِنىً ... فَأَصبَحَ رَأدًا يَبتَغي المَزجَ بِالسحلِ
تاج العروس "٥/ ٣٠٥"، "جمع".
٥ "وعرفات، موقف الحاج ذلك اليوم على اثني عشر ميلًا من مكة"، تاج العروس "٦/ ١٩٣"، تفسير الطبري "٤/ ١١٤ وما بعدها"، أخبار مكة "١/ ١١٥ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>