للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنفي لرب البيت عان راغم ... مهما يجشمني فإني جاشم

عذت بما عاذ به إبراهيم ... مستقبل القبلة وهو قائم١

وروي أن أسماء بنت أبي بكر "قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري. ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به. ولكني لا أعلم. ثم يسجد على راحته"٢. ثم يصلي إلى الكعبة ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم٣.

وذكر "ابن دريد" أن "زيد بن عمرو بن نفيل"، أدرك أيام الرسول، ثم قال: "وكان النبي عليه الصلاة والسلام قبل الوحي قد حبب إليه الانفراد، فكان يخلو في شعاب مكة، قال: فرأيت زيد بن عمرو بن نفيل في بعض المشاعب، وكان قد تفرد أيضًا، فجلست إليه وقربت إليه طعامًا فيه لحم، فقال لي يابن أخي إني لا آكل من هذه الذبائح"٤.

وذكر "ابن دريد"، أن زيد بن عمرو قال شعرًا في تجنبه الأصنام، هو:

فلا عزى أدين ولا ابنتيها ... ولا صنمي بني عمرو أزور

أربًا واحدًا أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور٥

ويفهم من هذا الشعر أن "عزى"، إلهة، أي انثى، وأن لها ابنتين اثنتين. ولم يشر "ابن دريد" إلى اسميهما.

وقد صيغت الرواية المتقدمة التي تشير إلى التقاء الرسول بزيد في شكل آخر. صيغت بهذه الصورة: "أتى زيد بن عمرو بن نفيل على رسول الله صلى الله


١ كتاب نسب قريش، للزبيري "ص ٣٦٤".
٢ البداية "٢/ ٢٣٧"، الذهبي، تاريخ الإسلام "١/ ٥٤". البغدادي، خزانة "٣/ ٩٩".
٣ المصدر نفسه.
٤ الاشتقاق "٨٤"، إرشاد الساري "٦/ ١٧١ وما بعدها".
٥ الاشتقاق "٨٤"، وورد:
أربًا واحدا أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعًا ... كذلك يعقل الجلد الصبور
فلا عزى أدين ولا ابنتيها ... ولا صنمي بني عمرو أزور

<<  <  ج: ص:  >  >>