للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قليل، خبر "حليمة السعدية" مرضعة الرسول لصدر النبي. ورواة قصة شق صدر أمية وتنظيف قلبه هي من أهل الطائف، ويرجعون سند قصتهم إلى أخت أمية المسماة "الفارعة"، "وكانت ذات لب وعقل وجمال، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم بها معجبا"١، وقد وفدت عليه، فلما سألها عن شعر أخيها كما يقول الرواة، قصت عليه قصة الطيرين، كما قصت عليه قصة وفاته" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها"٢.

ويشير القصص الوارد عن التقاء "أمية" بالأحبار وبالرهبان وباتصاله بهم، إلى أن أمية كان يرجو أن يكون نبيا، وأنه كان يعتقد بقرب ظهور نبي وتأمله أن يكون هو ذلك النبي المرتجي:

ألا نبي منا فيخبرنا ... ما بعد غايتنا من رأس مجرانا٣

وقد كسف وتألم كثيرًا وأكل الحسد قلبه، حين فلت الأمر منه، إذ سمع بإعلان الرسول رسالته، ودعوة الناس إلى دين الله، الذي كان أمية نفسه يدعو إليه. وقد ورد أنه لما سمع بنبوة الرسول قال: "إنما كنت أرجو أن أكونه"٤.

ويروي أهل الأخبار أن أمية كان قد مات وهو معتقد بأن الحنيفية حقٌّ إذ رووا أنه قال في مرض موته، "قد دنا أجلي، وهذه المرضة فيها منيتي وأنا أعلم أن الحنيفية حق، ولكن الشك يداخلني في محمد. وقال: لا بريء فأعتذر ولا قوي فأنتصر".

وفي جملة ما رووه عنه، أنه عرف مجيء يومه من نعيب غراب، نعب على مقربة منه. فحدث القوم بما سمعه من الغراب، وكان يعرف منطقه، وقال لهم


١ البداية والنهاية "٢/ ٢٢٤ وما بعدها".
٢ البداية والنهاية "٢/ ٢٢٤ وما بعدها"، تهذيب ابن عساكر "٣/ ١٢٧"، مروج "١/ ٥٧ وما بعدها"، الطبرسي، مجمع "٧/ ٦٣ وما بعدها"، الطبري، تفسير "٩/ ١٢١" "طبعة البابي"، تفسير ابن كثير "٢/ ٢٦٤"، شرح الشهاب على البيضاوي "٤/ ٢٣٦".
٣ البداية والنهاية "٢/ ٢٢٧" تهذيب ابن عساكر "٣/ ١٢٧"، تاريخ الخميس، "١/ ٤١٢.
٤ الأغاني "٤/ ١٢٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>