للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض ذوي القلوب الطيبة من المسلمين الأولين، لما رأوه فيهم، ولما سمعوه منهم من أقوال نسبوها إلى الأنبياء والعلماء وإلى كتب الله القديمة، ولم يكن لهم بطبيعة الحال علم بها، لعدم وقوفهم على ما كان يتداوله الأخبار، فعجبوا من علمهم هذا، ومن إحاطتهم بأحوال الماضين، فعد وهم أحبارا لهم في قومهم علم ورأي. وقد تساهل بعضهم في ذلك لظنه أن في منح هؤلاء أمثال هذه النعوت مما يفيد الإسلام، إذ يعني هذا تقدير أولئك الأحبار أصحاب العلم الأول له، وأن تقديرهم هذا شهادة مزكية له. وقد يكون لهم نصيب أيضًا في منحهم هذه الدرجة لأنفسهم للتباهي وللتصدر بذلك بين المسلمين.

وقد نسب أهل الأخبار أقوالا لابن سلام، تجد بعضها في كتب التفسير والحديث، وتجد بعضها في كتب السير والأخبار. لبعضها طابع إسرائيل، فهو من القصص المعروفة بالإسرائيليات، ولبعضها طابع الأقاصيص. قد يكون "ابن سلام" صاحبها ومرجعها، وقد يكون غيره قد نسبها إليه١.

وقد كان له ابنان، هما يوسف ومحمد، رويا عنه الحديث٢. وقد كنى باسم ولده يوسف، فعرف بأبي يوسف٣. ويعد يوسف من الصحابة، وله حديث عن الرسول، ويقال إن الرسول هو الذي سماه يوسف، وقيل ليست له صحبة. وقد روى عن جماعة من الصحابة٤.

وقد أسلم يامين بن يامين الإسرائيلي، على أثر إسلام عبد الله بن سلام٥.

وأما يامين بن عمير بن كعب، أبو كعب، أو كعب النضري، فهو من بني النضير. وقد ساعد اثنين من فقراء أصحاب رسول الله على تجهيزهما بشيء من التمر ليتمكنا بذلك من الالتحاق بالجيش الذي سار في السنة التاسعة من الهجرة لغزوة تبوك٦. أسلم فأحرز ماله من بني النضير، ولم يحرز ماله من بني النضير غيره وغير أبي سعيد بن عمرو بن وهب، فأحرزا أموالهما. وذكر أن النبي قال


١ Ency, I, p. ٣٠-٣١, Gaetani, Annali, I, p. ٤١٣, Harovitz, in ZDMG, IV, ٥٢٤.
٢ أسد الغابة "٣/ ١٧٦".
٣ تهذيب الأسماء واللغات "١/ ٢٧١".
٤ تهذيب الأسماء "٢/ ١٦٦".
٥ الإصابة "٦/ ٣٣٣"، "٣/ ٦١٢"،"رقم "٩٢١٤".
٦ الطبري "٣/ ١٤٣"، "حوادث السنة التاسعة"، الإصابة "٦/ ٣٣٣"، "القاهرة ١٩٠٧م"، "٣/ ٦١١"، "رقم "٩٢١٢٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>