للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يستبعد بعض المستشرقين احتمال كون السموأل من أصل عربي، هو من غسان. تهود في جملة من تهود من العرب، لا سيما أن في منطقة يثرب أحياء نص على أصلها العربي، دخلت في هذا الدين. وقد ذهب بعضهم إلى احتمال وجود رجلين بهذا الاسم: رجل غساني عربي، وآخر يهودي١.

وفي هذا البيت المنسوب إلى الأعشى:

أرى عاديا لم يمنع الموت ما له ... وفرد بتيماء اليهودي أبلق

ما يشير على يهودية السموأل، وهو يشير أيضًا إلى غنى عادياء وكثرة ماله.

وقد عرف حصن السموأل بالأبلق، وبالأبلق الفرد، وهو حصن مشرف على تيماء، وقد ذكر الإخباريون أنه إنما دعي بالأبلق، لأنه كان في بنائه بياض وحمرة. وكان أول من بناه عادياء أبو السموأل. وقد ذكر ياقوت الحموي أن موضعه على رابية فيها آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنه من العظمة والحصانة، وهو خراب٢ ولست أرى ان الأبلق أو الأبلق الفرد هي تسمية ذلك الحصن، إنما هي صفة له، أخذت من البيت:

هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره ... يعز على من رامه ويطول

وهو بيت ينسب قوله إلى السموأل ومن أبيات أخرى تنسب إلى الأعشى.

وورد في أبيات منسوبة إلى الأعشى أن باني الأبلق هو "سليمان"، قال:

ولا عاديا لم يمنع الموت ما له ... وحصن بتيماء اليهودي أبلق

بناه سليمان بن داود حقبة ... لا أزج علا وطئ موثق

يوازي كبيدات السماء ودونه ... بلاط ودارات وكلس وخندق

ولكن هذا البيت يناقض ما ينسب إلى السموأل من شعر فيه أن باني ذلك


١ Zeitschrift fur Assyioiogie ١٩١٢ S ١٧٤
٢ البلدان "١/ ٨٦"، القزويني، آثار البلاد "٤٨"، المشرق "١٩٠٩"، "١٦٣"، تاج العروس "٦/ ٢٩٨"، "بلق".
٣ البلدان "١/ ٨٧"، تاج العروس "٦/ ٢٩٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>