للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن "ذات الودع" الأوثان، أو وثن بعينه، وقيل سفينة نوح، وكان يحلف بها، وكانت العرب تقسم بها، وتقول: بذات الودع. وقيل الكعبة، لأنه كان يعلق الودع في ستورها١.

ولم يرد في شعر عدي شيء ما يتحدث عن عقيدة التثليث، أي الإيمان بالثالوث. وكل ما ورد فيه هو الإشارة إلى عقيدة بوجود رب واحد هو "الله". وهو رب مستجيب مسبح خلاق٢. وهذا الرأي إسلامي كما هو معلوم، وقريب من عقيدة الحنفاء.

ووردت في بيت شعر وجهه إلى النعمان كلمة "أبيل"٣، وأبيل اسم للمسيح، ويطلق على حبر النصارى أيضًا، ومعناها الناسك والزاهد. وهي من أصل سرياني، من فعل "ابل" بمعنى ناح وبكى على خطاياه، ولذلك قصد بها الناسك والراهب٤. وقد دعا الأعشى ضارب الناقوس: الأبيل٥.

ونسب لعدي هذا البيت:

وأهبط الله إبليسا وأوعده ... نارًا تلهب بالأسعار والشرر٦


١ المصدر نفسه
٢
فإني قد وكلت اليوم أمري ... إلى رب قريب مستجيب
أجل أن الله قد فضلكم ... فوق من أحكا صلبا بازار
واذهبي يا أميم إن يشا اللـ ... ـه بنفسي من أزم هذا الخناق
أو تكن وجهه فتلك سبيل النـ ... ـاس لاتمنع الحتوف الرواقي
ليس شيء على المنون بباق ... غير وجه المسيح الخلاق
شعراء النصرانية "٤٥٢، ٤٥٤"، النصرانية "١٩٤".
٤ تاج العروس "٧/ ١٩٩"، "ابل"، اللسان "١٣/ ٦"، مرمرجي، معجميات عربية سامية "١٣١ وما بعدها".
٥ فإني ورب الساجدين عشية
وما صك ناقوس الصلاة أبيلها النصرانية "٢٠٨".
٦ النصرانية "١٦٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>