للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيع والأديرة النائية يعبدون الله، ويدعون إلى الرب تقربا وخشية١، ومنهم من ترك السجود أثرًا في جباهم. وقد أطلقوا على صلواتهم هذه اسم "الصلاة". وهي من الألفاظ التي أخذها أولئك النصارى من "بني إرم". وعرفت المواضع التي كانوا يسجدون فيها بالمساجد، والمسجد هو الموضع الذي يتعبد فيه٢.

وقد كان الركوع من العادات المعروفة عند الأحناف والنصارى٣، و"كانت العرب في الجاهلية تسمى الحنيف راكعا إذا لم يعبد الأوثان، ويقولون: ركع إلى الله"٤. وأما إحناء الرءوس، فكان للتعظيم، ولذلك حنوا رءوسهم في الكنائس ولرؤسائهم على سبيل الاحترام والتعظيم٥. وقد كانوا يبجلون رءوسهم وسادتهم كثيرًا، ولذلك نزل الوحي بتأنيبهم وتقريعهم، إذ جعلهم هذا الاحترام في مصاف الآلهة والأرباب.

وتلحق بالصلاة التسابيح، أي ذكر الله وتقديس اسمه، وقد كان من عادة الرهبان التسبيح بعد الصلاة، ولا سيما في الضحى والعشي٦.


١ قال منظور الأسدي:
كأن مهواه على الكلكل ... موقع كفي راحب يصلي
في غبش الصبح أو التتلي
الألفاظ، لابن السكيت "٤١٢"، النصرانية "١٧٧".
وقال البعيث:
على ظهر عادي كأن أرومه ... رجال يتلون الصلاة قيام
تاج العروس "١٠/ ٥٣"، اللسان "١٨/ ١١١"، وقال الأعشى:
لها حارس لا يبرح الدهر بيتها ... وإن ذبحت صلى عليها وزمزما
ببابل لم تعصر فسالت سلافة ... تخالط قنديدا ومسكان مختما
وقال المضرس الأسدي:
وسخال ساجية العيون خواذل ... بجماد لينة كالنصارى السجد
النصرانية "١٧٧".
٢ اللسان "٥/ ١٨٧"، "سجد".
٣ النصرانية "١٧٨".
٤ "٥/ ٣٦٣":
٥ قال النابغي الذبياني:
سيبلغ عذرا أو نجاحا من امرئ ... إلى ربه رب البرية راكع
النصرانية "١٧٨".
٦ قال أمية بن أبي الصلت:
سبحانه ثم سبحانا يعود له ... وقبلنا سبح الجودي والجسد
وقال الأعشى:
وسبح على حين العشيات والضحى ... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
"٢/ ١٥٧"، "سبح"، اللسان "٣/ ٢١٠"، النصرانية "١٧٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>