للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجرت الصبغة على الختانة. وصبغ الذمي ولده في اليهودية أو النصرانية صبغة قبيح، أدخله فيها"١. و"كانت النصارى تغمس أبناءها في ماء المعمودية ينصرونهم"٢. وقد صالح عمر بني تغلب بعدما قطعوا الفرات قاصدين اللحاق بأرض الروم، على ألا يصبغوا صبيا ولا يكرهوه على دينهم، وعلى أن عليهم الصدقة مضعفة٣. وعرفوا "المعمودية" بقولهم: "لفظ معمودية معرب معموذيت بالذال المعجمة، ومعناها الطهارة. وهو ماء أصفر للنصارى يقدس بما يتلى عليه من الإنجيل، يغسمون فيه ولهم معتقدين إنه تطير له كالختان لغيرهم"٤.

وقد كان نصارى الجاهلية يعمدون أولادهم، يأخذونهم أطفالا إلى الكنائس لتعميدهم على نحو ما يفعل سائر النصارى. وقد قيل له: التغميس والتصبيغ٥.

والصوم من الأحكام الدينية المعروفة عند اليهود والنصارى، وقد أشير إليه في شعر لأمية بن أبي الصلت وفي بيت ينسب إلى النمر بن تولب٦. وقد عرف أهل الجاهلية أن اليهود كانوا يصومون، وقد أشير إلى صومهم في عاشورا في أثناء الكلام على فرض الصوم على المسلمين بصيامهم شهر رمضان. ولا بد أن يكون للجاهليين علم بصوم النصارى كذلك، وذلك نتيجة لاتصالهم بهم واختلاطهم معهم.

ومن المصطلحات النصرانية "الحواريون"، وقصد بها رسل المسيح. وقد وردت اللفظة في مواضع من القرآن الكريم٧. ووردت لفظة "الحواري" في بيت ينسب إلى "ضابئ بن الحارث بن أرطاة البرجمي"٨. وقد رجع بعض الباحثين


١ تاج العروس "٦/ ١٩"، "صبغ".
٢ المصدر المذكور.
٣ "قال الأزهري: وسمعت النصارى غمسهم أولادهم في الماء صبغا، لغمسهم إياهم فيه"، اللسان "١٠/ ٣١٩"، فتوح البلدان "١٩٠".
٤ تاج العروس "٢/ ٤٣٢"، "عمد".
٥ السنن الكبرى "٩/ ٢١٦"، "ومنه صبغ النصارى أولادهم في ماء لهم. قال الفراء: إنما قيل صبغة لأن بعض النصارى كانوا إذا ولد المولود جعلوه في ماء لهم كالتطهير. فيقولون هذا تطهير له كالختانة"، اللسان "١٠/ ٣٢٠".
٦
صدت كما صد عما لا يحل له ... ساقي نصارى قبيل الصبح صوام
النصرانية "١٧٩".
٧ آل عمران، الآية ٥٢، المائدة الآية ١١٤ وما بعدها، الصف، الآية ١٤.
٨
وكر كما كر الحواري يبتغي ... إلى الله زلفى أن يكر فيقتلا
المشرق، المجلد ١٩٢٩ "ص٥٧٥ وما بعدها"، النصرانية "١٨٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>