للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصل هذه اللفظة إلى لغة بني إرم ورجعها اللغويون إلى أصل عربي هو "حور"، وذهب آخرون إلى أنها من أصل حبشي١.

والصليب، من أهم المصطلحات المعروفة عند النصارى، لاعتقادهم بصلب المسيح عليه، حتى صار رمزا للنصرانية. وصاروا يعلقونه على أعناقهم تبركا وتيمنا به، وينصبونه فوق منائر كنائسهم وقبابها، ليكون علامة على متعبد النصارى. وقد أقسموا به. وقد عرف المسلمون تمسك النصارى به، واتخاذهم له شعارا، حتى كان بعضهم يرسمه على جبهته، وكانوا يلثمونه ويتمسحوون به تبركا، ويزينون صدورهم به٢.

وذكر علماء اللغة "الشبر" على أنه من المصطلحات الشائعة بين النصارى. وهو على حد تعريفهم له: "شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقربان، يتقربون به، أو القربان بعينه". وذكروا أيضًا أن "الشبر" الإنجيل والعطية والخير.

ومن ذلك قول عدي:

لم أخنه والذي أعطى الشبر٣

ويظهر من كتب الحديث أن أهل الكتاب كانوا يخالفون المشركين في بعض عاداتهم، كالذي ورد عن عبد الله بن عباس من "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم. وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحب موافقة أهل الكتاب


١ المشرق، السنة السابعة "١٩٠٤ "٦٢٠"، النصرانية "١٨٩"، معجميات "١٣٩".
٢ قال الأخطل:
لما رأونا والصليب طالعا ... خلوا لنا راذان والمزارعا
ديوان الأخطل "٣٠٩". وقال حجار بن أبجر:
هددني عجل وما خلت إنني ... خلاة لعجل والصليب لها بعل
الأغاني "١٣/ ٤٧". وقال الأقيشر:
في قتية جعلوا الصليب الههم ... حاشاي أني مسلم معذور
النصرانية "٢٠٤".
ونسم إلى عبد المطلب بن هاشم قوله:
لا يغلبن صليبهم ... ومحالهم، عدوا، محالك
اللسان "١١/ ٦١٩"، "محل".
٣ تاج العروس "٣/ ٢٨٩"، "شبر".

<<  <  ج: ص:  >  >>