للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللفظة من الألفاظ المعربة عن الفارسية. من أصل "هور" و"بت"، بمعنى رئيس خدام النار. والموكل على خدمة النار في المعبد١.

وقد ذكر "الألوسي"، أن صنفا من العرب عبد النار، وقال عنهم: "وهم أشتات من العرب، وكأن ذلك سرى إليهم من الفرس والمجوس"٢. ولم يذكر أسماء هؤلاء الأشتات. ولم يتحدث عن طريقة تعبدهم للنار. ولكننا نستطيع أن نجد في "نار الاستمطار" وفي "نار التحالف" وفي النيران الأخرى التي يذكرها أسماءها أهل الأخبار دلالة على وجود فكرة تقديس بعض العرب للنار. وقد حبب الإسلام هذه النيران.

فقد ذكر أهل الأخبار أن العرب كانت في الجاهلية الأولى، إذا احتبس عنهم المطر، ويئسوا من نزوله، يجمعون البقر ويعقدون في أذنابها وعراقبيها السلع والعشر ويصعدون بها في الجبل الوعر، ويشعلون فيها النار، ويزعمون أن ذلك من أسباب المطر، قال الشاعر "الورل" الطائي:

أجاعل أنت بيقورا مسلعة ... وسيلة منك بين الله والمطر٣

وقد أشير إلى هذه النار في شعر ينسب إلى أمية بن أبي الصلت٤. ويسمونها بنار الاستسقاء وبنار الاستمطار٥.

وذكروا نارًا أخرى قالوا لها: "نار التحالف" ,"نار المهول". وقالوا أن العرب كانوا لا يعقدون حلفا إلا عليها، وكانوا إذا اختصموا في شيء، واتفقوا على اليمين، حلفوا على النار. ولهذا قيل لها "نار التحالف". وطريقتهم في ذلك أن المتحالفين أو المتخاصمين يحفرون أمام نار يوقدونها، ثم يلقون عليها


١ غرائب اللغة "٢٤٨".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ٢٣٣".
٣ "الوديل الطائي"، صبح الأعشى "١/ ٤٠٩"، بلوغ الأرب "٢/ ١٦٤"، خزانة الأدب "٣/ ٢١٢"، الحيوان "٤/ ٤٦٨".
لا در در رجال خاب سعيهم ... يستمطرون لدى الازمات بالعشر
أجاعل أنت بيقورا مسلعة ... ذريعة لك بين الله والمطر
اللسان "٤/ ٧٣"، "بقر".
٤ نهاية الأرب، للنويري "١/ ١٠٩ وما بعدها"، الحيوان "٤/ ٤٦٦ وما بعدها".
٥ نزهة الجليس "٢/ ٤٠٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>