للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعيم العصاة لأوامر الله، يضل الناس ويسلك بهم سبل الخطيئة، ولذلك تعوذوا منه١.

ومن القصص المذكور استمد أيضًا علماء اللغة ما ذكروه من أن كلمة "الشيطان" تعني الحية٢، ففي ذلك القصص ظهور الشيطان على صورة "حية" خدعت أبوينا آدم وحواء في الجنة. وتمثل هذا القصص في الأدبين العبراني والنصراني. وسبب ذلك هو ما علق بذهنهم عن هذه الصورة في الشيطان. والحية هي عند أكثر الشرقيين رمز يشير إلى الثورة والعصيان والشر. وهذه الفكرة هي من أسطورة شرقية قديمة عن سقوط البشيرية في الشر، وتتمثل في سقو آدم وحواء وطردهما لذلك من الجنة، وفي تعاليم زرادشت من أن الشرير ظهر في هيأة حية، وأخذ يعلم الناس الشر٣.

وزعم أن "شيطان الحماطة" الحية٤. وورد "شيطان حماط". ولعل ذلك بسبب لجوء الحيات إلى الحماط، والحماطة شجرة شبيهة بالتين، وهي أحب الشجر إلى الحيات، إذ تألفها كثيرًا٥. وفي هذا المعنى ورد في قول الشاعر:

تلاعب مثنى حضرمي كأنه ... تعمج شيطان بذي خروع قفر٦

والتعمج التولي. والمراد هنا تلوي شيطان بمكان قفر نبت فيه الخروج. وقصد بالشيطان الحية.

وقد وصف الشيطان بالقبح، فإذا أريد تعنيف شخص وتقبيحه، قيل له: "يا وجه الشيطان" وما هو إلا شيطان، يريدون بذلك القبح، وذلك على سبيل تمثيل قبحه بقبح الشيطان. وقيل: الشيطان حية ذو عرف قبيح الخلقة٧.


١ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٦٥١".
٢ اللسان "١٧/ ١٠٤"، تاج العروس "٩/ ٢٥٣"، "شطن"، "والعرب تسمى كل حية شيطانا"، الحيوان "١/ ٣٠".
٣ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٤٠٠"، Hastings, p. ٨٢٩
٤ الحيوان "٦/ ١٩٢".
٥ تاج العروس "٥/ ١٢١"، "حمط".
٦ الحيوان "١/ ١٥٣"، "٦/ ١٩٢".
٧ الفاخر "ص٢٣٨"، الحيوان "١/ ٣٠٠"، تاج العروس "٩/ ٢٥٣"، "شطن".

<<  <  ج: ص:  >  >>