للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل إنه كان حية زعم أنها تأتي حول البيت، فلا يطوف أحد. ولما شرعوا ببناء الكعبة في أيام شباب الرسول، جاء طير فالتقط الحية١. ولقبح وجه الشيطان، قالوا للذي به لقوة أو شتر، إذا سب: يا لطيم الشيطان. وقالوا للمتكبر الضخم: ظل الشيطان٢. وكانوا إذا أرادوا ضرب مثل بقبح إنسان قالوا: لهو أقبح من الشيطان٣. وقالوا لشجرة تكون ببلاد اليمن، لها مظهر كريه "رءوس الشياطين"٤. وبهذا المعنى فسرت "رءوس الشياطين"٥. "يقول تعالى ذكره كأن طلع هذه الشجرة يعني شجرة الزقوم في قبحه وسماجته رءوس الشياطين في قبحها"، "وذلك أن استعمال الناس قد جرى بينهم في مبالغتهم إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشيء، قال: كأن شيطان، فذلك أحد الأقوال، والثاني أن يكون مثل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا. وهي حية له عرف فيما ذكر، قبيح الوجه والمنظر، وإياه عنى الراجز، بقوله:

عنجرد تحلف حين أحلف ... كمثل شيطان الحماط أعرف

ويروي عجيز: "والثالث أن يكون مثل نبت معروف برءوس الشياطين، ذكر إنه قبيح الرأس"٦. ويظهر أن العرب في الجاهلية، كانوا يطلقون "رءوس الشياطين" على شجر كريه المنظر جدا، قال علماء اللغة: "والصوم: شجر على شكل شخص الإنسان كريه المنظر جدا، يقال لثمره رءوس الشياطين، يعني الشياطين والحيات، وليس له ورق"٧ وقد جمع هذا التفسير بين الشياطين والحيات والقبح. ويمثل الصورة التي رسمها الناس في مخيلتهم للشياطين.

وكانت الشعراء تزعم أن الشياطين تلقى على أفواهها الشعر، وتلقنها إياه


١ الفاخر "ص٢٣٨".
٢ الحيوان "٦/ ١٧٨".
٣ الحيوان "٦/ ٢١٣"ز
٤ الحيوان "٦/ ٢١١"، "٤/ ٣٩ وما بعدها".
٥ الصافات، ٣٧ الآية ٦٣ وما بعدها.
٦ تفسير الطبري "٢٣/ ٤٠ وما بعدها".
٧ اللسان "١٢/ ٣٥١ وما بعدها"، "صوم".

<<  <  ج: ص:  >  >>