للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفتح وتغلق حسب الحاجة، وقنوات ومجاري للماء توصل إلى مواضع الزرع والحاجة إلى الماء.

وقد درس بعض الباحثين ومنهم "بوون" "R. Le Baron Bowen" حالة الإرواء والزراعة في العربية الجنوبية دراسة علمية قيمة وقدم لنا معلومات ثمينة عن هذا الموضوع، جعلتنا نأخذ فكرة عن أسلوب الزراعة والري عند العرب الجنوبيين منذ الألف الثانية قبل الميلاد إلى ما بعد الميلاد١. ودرس غيره من الباحثين بعض أساليب الزراعة واستغلال الأرض عند العرب الجنوبيين، ولا سيما القتبانيين وعند غيرهم أيضًا، وفي تقارير خبراء الزراعة والنفط والمعادن الذين سبروا أرض جزيرة العرب في مواضع مختلفة منها، بعض المعلومات المفيدة عن الزراعة وعن أمور الري عند الجاهليين.

والأودية هي من أهم مناطق الزراعة في اليمن وفي العربية الجنوبية وفي بقية أنحاء جزيرة العرب، ففيها الخصب والنماء والماء، ويقال للوادي "سرن" "السر" و"سرم" "سر"، والجمع "أسرار"، في العربيات الجنوبية. "والسر" في قول علماء اللغة بطن الوادي وأطيبه، وأفضل موضع فيه، وأخصب الوادي، والذي كتم نداه ولم ييبس٢. ويقال له "تخل" في اللهجة الصفوية، وقد وردت في الكتابات الصفوية أسماء جملة أودية، زرعوا بها٣.

ونجد أطراف الأودية وجروفها وقد ظهرت المستوطنات بها، كما ظهرت عند مصباتها، وذلك لاستفادتها من السيول التي قد تهطل فتملأ بطونها، وهي تشبه المستوطنات التي تظهر على شواطئ الأنهار، حيث تستفيد من المياه الجارية في النهر. وهي مستوطنات زراعية، جل زراعتها النخيل ثم الحبوب وبعض الأشجار المثمرة والحضر والبقول.

وقد عثر على كتابات عديدة بالمسند وباللهجات العربية الأخرى، تتحدث عن حفر آبار وعن زرع وعن تملك لهذه الآبار، وأسماء تلك الأودية والمواضع التي


١ The Bible And The Ancient Near East, P.٣١٧, ٣٢١, ٣٢٥, R. Le Baron Bowen, Irrigation In Ancient Qataban, Archaeological Discoveries In South Arabia, P.٤٣.
٢ تاج العروس "٣/ ٢٦٣"، "سر".
٣ Cis ٢٦٩, Parsquinta, P.٤٤, Dunand ١٣٣٠ A.

<<  <  ج: ص:  >  >>