للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"فرضة البحر"١ و"المرساة"، البقعة التي ترسو فيها السفينة٢.

ومن مصطلحات السفن في العربية، الشحن، فيقال شحنت السفينة شحنًا بمعنى ملئت، ومخرت السفينة، أي جرت٣ وحبت السفينة، أي جرت٤، وجنحت السفينة جنوحًا إذا انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالأرض فلم تمض، وجمحت جموحًا إذا تركت قصدها فلم يضبطها الملاحون، ويقال ماهت السفينة إذا دخل فيها الماء، ورست وأرست، إذا بلغ أسفلها القعر فثبتت، وإذا أرسيت وسخرت أطاعت وطاب لها السير، وحدرت السفينة أحدرها، وتقاذفت في البحر جرت، وشجت البحر قطعته٥. وهناك مصطلحات عديدة أخرى يشير ورودها في اللغة إلى معرفة في البحر وفي استخدام السفن في البحار.

وعند دنو السفينة من الأماكن التي تريدها، ترسو في مرفأ لتفرغ حمولتها أو لتحميلها أو لتزود بما تحتاج إليه من زاد وطعام، فتلقي بمراسيها في المرفأ تثبيتًا لها فلا تتحرك ولا تأخذها الأمواج ولا الرياح. ويسمى الملاحون المرساة "الأنجر"، ويكون من الخشب الصلب الثقيل أو حديدًا أو حجرًا كبيرًا، وقد يكون على شكل كرة، وقد يكون على شكل مربع أو مستطيل، أو على شكل "خطاف" أو حديد محجن٦. فإذا أرادت السفينة الرسو أنزل إلى الماء ليستقر على القاع فتثبت السفينة٧. وقد وصف "الأنجر"، أنه خشبات يخالف بينها وبين رؤوسها وتشد أوساطها في موضع واحد، ثم يفرغ بينها الرصاص المذاب فتصير كصخرة، ورؤوس الخشب ناتئة تشد بها الحبال وترسل في الماء إذا رست السفينة، تعريب لنكر من أصل فارسي٨.

وقد ذكر علماء اللغة أن "السبابجة"، هم قوم من السند يستأجرون ليقاتلوا، وكانوا قومًا جلاوزة وحراس السجن في البصرة أيام الإسلام. وكان رئيس السفينة


١ اللسان "٧/ ٢٠٦".
٢ القاموس "٤/ ٣٣٤"، تاج العروس "١٠/ ١٤٩"، "رسا".
٣ القاموس "٢/ ١٣١"، "نحر".
٤ تاج العروس "١٠/ ٨١"، "حبو".
٥ المخصص "١٠/ ٢٣ وما بعدها".
٦ تاج العروس "٣/ ٥٥٧"، "نجر".
٧ تاج العروس "١٠/ ١٤٩"، "رسا".
٨ تاج العروس "٣/ ٥٥٧"، "نجر".

<<  <  ج: ص:  >  >>