للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند العرب، ودواء كالصبر مر، استعمل في معالجة أمراض عديدة١. وقد كان ذلك في شهر "كيحك" من السنة الثانية والعشرين من حكم الملك "بطلميوس"٢.

وقد ذهب "رودوكناكس" "Rhodokanakis" ناشر النص المذكور ومترجمه إلى احتمال كون "زيد ايل" كان كاهنًا في معابد مصر، ولو كان من أصل غير مصري، فقد كان المصريون قد تساهلوا في هذا العهد –كما يرى- فسمحوا للغرباء بالانخراط في سلك الكهان وخدمة المعابد، وتساهلوا مع "زيد ايل" هذا فأدخلوه في طبقة "اويب" "Ueeb" وانتخبوه كاهنًا ليضمن لهم الحصول على المر والقليمة بأسعار رخيصة لاستيراده إياها باسمه ومن موطنه مباشرة من غير وساطة وسيط٣.

وقد ذهب "رودوكناكس" أيضًا إلى أن "زيد ايل"، كان يستورد المر والقليمة لا لحسابه الخاص ومن ماله، بل لحساب المعابد المصرية ومن أموالها. فلم يكن هو إلا وسيطًا وشخصًا ثالثًا يتوسط بين البائع والمشتري، يشتري تلك المادة ويستوردها باسمه، ولكنه يستوردها للمعابد ولفائدتها، وهو لا يستبعد مع ذلك احتمال اشتغاله هو لنفسه وعلى حسابه في التجارة، يستوردها لنفسه ويبيعها في الأسواق، ويتصرف بالأرباح التي تدرها كما يريد. وهو لا يستبعد أيضًا احتمال مساعدة المعابد له بتجهيزه بالمال لتقوية رأس ماله، أو انتشاله من خسارة قد تصيبه.

وقد أصيب هذا التاجر كما يظهر من هذا النص بخسارة كبيرة في شهر "حتحر" ربما أتت على كل ما كان يملكه، فهبت المعابد المصرية لإنقاذه، وإعادة اعتباره المالي إليه، بإسناده بتقديم أقمشة الـ"بص" "بوص" إليه. وقد أخذها وصدرها في سفينته التي يستورد بها المر والقليمة إلى الأسواق، فربح منها. واستورد المر والقليمة وأعاد إلى المعابد ثمن ما أخذه منها من تلك السلعة، وأدى ديونه في شهر "كيحك". وقد عاد إليه اعتباره وأنقذ من تلك الضائقة المالية التي حلت


١ تاج العروس "٣/ ٥٣٧"، "مرر".
٢ Rep. Epigr. ٣٤٢٧, Tome, V, P.١٥١, Rhodokanakis Die Sarkophaginschrift Von Gizeh, S. ١١٣, In Zeitschrift Fur Semitistik, Bd., Ii, ١٩٢٤, Conti Rossini, Chrest. Ar. Merid., ١٩٣١, P.٨٦.
٣ Zeitschrift Fur Semitistik Und Verwandte Gebiete, Bd., ٢, ١٩٢٤, S. ١١٦. Ff.

<<  <  ج: ص:  >  >>