للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم منازل ثلاثة لم يشر إلى اسمها "ابن خرداذبة"، ومنها إلى "جب التراب"، ثم إلى منزلين آخرين، ومنهما إلى "سليمة"، ثم إلى "النباك"، ومنه إلى "اليمامة"١. ويتفق وصف هذا الطريق، وأسماء المواضع مع ما ذكره "قدامة بن جعفر" في كتابه "الخراج", سوى أن "ابن خرداذبة" يبدأ بالبصرة، ثم ينتهي باليمامة، أما "قدامة" فيبدأ باليمامة وينتهي بالبصرة.

ونجد في كتاب بلاد العرب، للحسن بن عبد الله الأصفهاني, وصفًا لطريق آخر يتجه من "حجر" اليمامة حتى ينتهي بالبصرة, ذكر فيه أسماء المواضع ووصف الأرض والمياه، وينتهي طريقه بـ"سفوان"، "صفوان"، المعروف اليوم في العراق. وقد ذكر "كاظمة"، وذكر أنها على ساحل البحر، وبها حصن وتجار ودور مبنية، ثم ذكر أسماء مواضع تقع بينها وبين "سفوان"٢. ولما كانت البصرة إسلامية بُنيت في زمن "عمر"، فإن الجاهليين كانوا يسافرون من "الأبلة" التي حلت البصرة محلها, إلى جزيرة العرب.

ويبدأ هذا الطريق بالحرمليَّة، وهو ماءة في قف في شُعبة عليه نخلات، ثم تركب القف، فنأخذ على وادٍ يقال له: "ذو جراف"، فتجزعه عرضا، ثم تنتهي إلى "المديدان"، ثم تجزع "الحرملية" ثم وادي "بنبان" حتى تصل "سويسًا"، ثم "البديع"، ثم "الطنب"، ثم "الجرداء"، وهي روضة تشرب من وادي جراف, ثم "الراح". فإذا جزته وقعت في العرمة، ثم تخترق وادي حرج حتى تنتهي إلى "الجرباء", وعلى يسار الجرباء في العرمة ماء يقال له: "الرداع"، فإذا فصلت من العرمة من حيال الجرباء صرت إلى وادٍ يقال له: "مجمع الأودية", ثم تصير إلى "ذات الرّئال"، ثم تنتهي إلى "الحفر" حفر سعد، ثم تفوز إلى "الدهناء"، فتصل "خشاخِش" فتقع في معبر، فتعبر جبال الدهناء, فتصل إلى أبرق يقال له: "القنفذ", ثم تستقبل "الصمان", فتمضي فيه حتى تنتهي إلى "المعا"، ثم ترد "طويلعا" وهو وسط الطريق بين حجر وبين البصرة, وهو موضع فيه ماء وفيه تجار، وحصن يتحصنون به من اللصوص٣.


١ المسالك "١٥١"، كتاب الخراج، لقدامة "١٩٣"، "نبذ طبعت مع المسالك".
٢ بلاد العرب "٣٠١-٣٢٤".
٣ بلاد العرب "٣٠١-٣١٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>