للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الخزيرة"١, وقيل: المرفة بالشحم. ذكر العلماء أنها من أصل فارسي، هو "خورديك"٢, و"الحشنكان"٣.

وتقوم المرأة صاحبة البيت بالطبخ، أما إذا كانت الأسرة غنية موسرة، فتستخدم طبَّاخات للطبخ, وقد يقوم "طباخ" بذلك. وفي الولائم الكبيرة حيث يدعى عدد كبير من الناس، يصعب على الطبَّاخات الطبخ بالقدور الكبيرة؛ ولهذا يقوم الرجال بذلك.

وقد استخدم أصحاب المال والثراء طباخين أعاجم لطبخ الأطعمة لهم؛ وذلك لإتقانهم عمل الطبخ, ولتفننهم فيه، ولمعرفتهم بأنواع المآكل الأعجمية التي لا يعرفها العرب. وقد ذكر أن "عبد الله بن جدعان" جاء بطباخ فارسي من العراق ليطبخ له مأكولات لا يعرفها أهل مكة وقد أعجبته، ومنها الفالوذج، وهو من مأكولات الفرس.

وتستعمل القدور في طبخ الأكل, والعادة أن تكون هذه القدور من معدن؛ مثل نحاس أو حديد, ولكنها قد تصنع من الحجارة المنحوتة أو طين مشوي بالنار، أي: قدور من فخار. وتستخدم المقلاة للقلي، فيقلى فيها أو في القدر ما يراد قليه من لحم أو غير ذلك. وقد يسلق اللحم أو الخضر سلقًا، ويعبر عن ذلك في العبرانية بلفظة "سلق" كذلك, أما "المرق"، فيقال له "مرق" في العبرانية كذلك. وقد يهيأ الطعام بطريقة الشوي على النار، بأن يشوى اللحم أو السمك على النار، ويعبر عن ذلك بالشواء؛ يعلق اللحم أو السمك بعود أو أعواد أو بعمود من حديد، ثم يقرب من اللهيب أو الجمر حتى ينضج اللحم أو السمك فيرفع للأكل.

وقيل للقدر: "البرمة" بلغة أهل مكة, والجمع "بِرَام". وقد وردت لفظة "قدور" في القرآن الكريم: "وجفان كالجوابي وقدور راسيات"٤ والمفرد: قدر, و"القدير" ما يطبخ في القدر, وقيل: ما طبخ من اللحم بتوابل، فإن لم يكن ذا توابل فهو طبيخ. والقدَّار: الطباخ، وقيل: الجزَّار، وقيل: الجَزَّار


١ المعرب "ص١٢٨".
٢ تاج العروس "٦/ ٣٢٧".
٣ المعرب "ص١٣٤".
٤ اللسان "٥/ ٨٠"، البيان "١/ ١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>