للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التمثال, وإما للاستفادة من أحجاره في أغراض البناء أو أغراض أخرى تفيده. ومن بينها رءوس تماثيل أو أقدام تماثيل, أو جسم تمثال بلا رأس ولا أرجل.

أما التماثيل الصغيرة, فقد وصل عدد منها دون أن يمسها أي سوء. وقد استخرج عدد منها من باطن الأرض, استخرجه المنقبون والمواطنون الذين أخذوا يحفرون التلول الأثرية للبحث عن أثر يبيعونه لتجار العاديات. ونجد في دور المتاحف وعند جماع العاديات عددًا منها.

ومن بين التماثيل الكاملة التي تستحق الدراسة والانتباه ثلاثة تماثيل لملوك من مملكة "أوسان". يبلغ ارتفاع إحداها "٨٩" سنتمتراً. وقد نحتت من المرمر. وهي تمثل مرحلة من مراحل التطور في فن النحت عند العرب الجنوبيين. وقد حاول النحات جهد إمكانه بذل اقصى ما عنده من فن وقابلية وموهبة في إعطاء هؤلاء الملوك ما يليق بهم من جلال ووقار ومظهر, وإبراز ملامحهم وملابسهم, ولكنه فشل في نواح ووفق قدر استطاعته في نواحٍ. وقد نحت شعر الرأس وجعله متدليًا طويلًا مجعدًا. وجعل للتماثيل قواعد استقرت عليها, دوّن عليها أسماء أصحابها. وقد اختلف الباحثون الذين بحثوا في خصائص النحت البارزة على هذه التماثيل في تقدير عمرها, فذهب بعض منهم إلى أنها ترجع إلى القرن السادس أو إلى القرن الخامس قبل الميلاد, وذهب بعض منهم إلى أنها ترجع إلى القرن الأول قبل الميلاد, بينما رأى آخرون أنها من نحت القرن الأول بعد الميلاد١.

وهناك تماثيل صغيرة لرجال ونساء وأطفال, بعضها من حجر وبعضها من معدن تكشف لنا عن عادات وتقاليد المجتمع في ذلك العهد. في مثل الكشف عن الحلي التي كانوا يحلون بها جيد المرأة وعنقها, أو التي تحلى بها الأيدي أو الأرجل, كما تكشف بعضها عن ملابس المرأة والرجل والأطفال في تلك الأوقات, ولهذا فإن لهذه التماثيل أهمية كبيرة لا من الناحية الفنية فحسب, بل من الناحية التأريخية أيضًا؛ لأنها تتحدث عن العوائد الاجتماعية كذلك.

وتعبر بعض شواخص القبور عن شعور الحزن والأسى في نفس من أمر بحفر


١ "A. Grohmann, S. ٢٢٢.".

<<  <  ج: ص:  >  >>