للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على غيرهم، يريدون بها الوثنيين. كما في جملة: "امت ها عالولام١" "Ummot ha Olam". وقد أطلق اليهود على الغرباء وعلى كل من هو غير يهودي، "كوي" "Goy" للواحد، و "كويم" "Goyim" للجمع. وتقابل هذه اللفظة لفظة "Gentile" في اللاتينية. ويقال للغريب عنهم "اخريم" "Ahrim" و"Nochrim"، كذلك تمييزًا لهم عن العبرانيين الذين يذهبون إلى أنهم أمة مقدسة مفضلة على العالمين٢.

وذهب بعض المستشرقين اليهود إلى أن لفظة "الأميين" معربة من أصل "كوى" و"كوييم" المذكور٣.

والذي أراه أن لفظة "أمي" و"أمية" لم تكن تعني عند الجاهليين معنى عدم القراءة والكتابة والجهل بهما. وإنما كانت تعني عندهم: مشركين ووثنيين، وهو المعنى الذي ورد في القرآن الكريم. والذي نعت الرسول فيه بالأمي؛ لأنه من العرب، ومن قوم ليس لهم كتاب، عرفوا بذلك من قبل أهل الكتاب اليهود. أما تفسيرها بالجهل بالكتابة والقراءة، فقد وقع في الإسلام، أخذوه من ظاهر معنى لفظة "الكتاب" الواردة في القرآن، فظنوا أنها تعني "الكتابة" بينما المراد منها الكتاب المُنزل، لعدم انسجام تفسيرها بالكتابة مع معنى الآية، ودليل ذلك أنهم لما فسروا "الأمية" بمعنى عدم القراءة والكتابة حاروا في إيجاد مخرج لهذا التفسير، فقالوا ما قالوه في تفسيرها من أنها سميت بالأمية؛ لأنها على خلقة الأمة؛ أو لأنها على الجبلة والفطرة، وأصل ولادة الأمهات وما شاكل ذلك من تفاسير مضطربة باردة، تخبر أن علماء اللغة لم يجدوا لها أصلًا ووجودًا عند الجاهليين فلجئوا إلى هذه التعليلات٤. ولو كانت الأمية معروفة عند أهل الجاهلية بهذا المعنى لاستشهدوا عليها بشعر من أشعار الجاهليين أو المخضرمين، ولما لجئوا إلى هذه التفاسير المتكلفة؛ لأن من عادتهم الاستشهاد بالشعر في تفسير


١ Shorter Ency. P. ٧٤, Horovitz, Koranische Utersuchungen, ١٩٢٦, S. ٥١, Buhl-Shaeder, Das Leben Muhammeds, Leipzig, ١٩٣٠, s. ٥٦, Noldeke, Geschichte des Qorans, I, S. ١٤.
٢ The Universe. Jewish Ency, vol. ٤, p. ٥٣٣.
٣ Torrey, The Jewish foundation of Islam, New York, ١٩٣٣, p. ٣٨, Abram I. Katsh, Judaism in Islam, New York, ١٩٣٤, p. ٧٥.
٤ تاج العروس "٨/ ١٩١"، "أمم".

<<  <  ج: ص:  >  >>