للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لحيان". وعرف القلم الثالث بـ"الكتابة الصفوية", نسبة إلى أرض "الصفاة" الأرض التي عثر بها على أول كتابة مكتوبة بهذا القلم.

وقد عرف علماء العربية القلم المسند, ومنهم حصل هذا القلم على اسمه. ولكنهم لم يعرفوا من أمرة شيئًا يذكر. وكل ما عرفوه عنه أنه خط أهل اليمن القديم, وأنه خط حمير, وأن قومًا من أهل اليمن بقوا أمدًا يكتبون به في الإسلام ويقرءون نصوصه. كما عرفوا القلم الذي دوّن به القرآن الكريم. ودعوه "القلم العربي" أو "الخط العربي" حينًا و"الكتاب العربي" أو "الكتابة العربية" حينًا آخر تمييزًا له عن المسند١. ولم يشيروا إلى أسماء خطوط جاهلية أخرى.

وقد تكلم "الهمداني" ومشايخه من قبله عن المسند, كما أشار إلية "ابن النديم", وذكر أن نماذج منه كانت في خزانة "المأمون". غير أن علمهم به لم يكن متقنًا على ما يظهر من نقولهم عنه. كما تحدثت عن ذلك في أثناء كلامي عن "الهمداني". ولم يكن لهم إدراك عن كيفية تطوره. وقد دعوه بالخط الحميري. وعرّفوه بأنه خط مخالف لخطنا هذا, كانوا يكتبونه أيام ملكهم فيما بينهم. قال "أبو حاتم": هو في أيديهم إلى اليوم باليمن٢. هذا ولم أجد في المؤلفات الإسلامية المعروفة في هذا اليوم ما يفيد بأن أحدًا من العرب الإسلاميين كان على علم متقن بالعربيات الجنوبية, أو كان له علم بتأريخ العربية الجنوبية القديم, وفي الذي ذكروه عن الخط المسند وعن لغات العرب الجنوبيين وتأريخهم تأييد لما أقوله.

والعرب تسمي "الكتاب العربي" أي: خطنا: "الجزم", وذكروا أنه إنما سمي جزمًا؛ لأنه جزم من المسند, أي: قطع منه, وهو خط حمير في أيام ملكهم٣ ولا أستبعد احتمال كون كلمة "الجزم" تسمية ذلك القلم في الجاهلية, وأما تفسير


١ الفهرست "ص٦ فما بعدها", صبح الأعشى "٣/ ١١", الصاحبي في فقه اللغة, لابن فارس "ص٧ وما بعدها", تأريخ الخط العربي وآدابه, تأليف محمد بن طاهر بن عبد القادر الكردي الخطاط, مكة, ١٩٣٩م, البلاذري, فتوح "٤٧٦ وما بعدها", الجهشياري, الوزراء "١, ١٢ وما بعدها", السجستاني, كتاب المصاحف "٤ وما بعدها الصولي, أدب الكتاب "٢٨-٣١", القاهرة ١٣٤١هـ", الأبحاث, السنة ١٩٥٢م, الجزء الأول "ص١١ وما بعدها", العقد الفريد "٤/ ٢٤٠ وما بعدها".
٢ تاج العروس "٢/ ٣٨٢", "سند".
٣ اللسان "١٢/ ٩٧ وما بعدها", "جزم", تاج العروس "٨/ ٢٢٨", "جزم".

<<  <  ج: ص:  >  >>