للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر "ابن النديم" مختلف الروايات التي كانت شائعة في أيامه عند القلم العربي. وذكر منابعها أحيانًا وأهمل ذكرها أحيانًا أخرى. وفي جملة من أشار إليهم "ابن عباس", فنسب إلية قوله: إن أول من كتب بالعربية ثلاثة رجال من بولان على نحو ما ذكرت قبل قليل١. و"محمد بن إسحق" و"ابن الكلبي", و"ابن الكوفي" و"كعب الأحبار" و"مكحول" و"عمر بن شبة" في كتاب مكة, و"ابن أبي سعد"٢. وذكر أنه كان في خزانة المأمون كتاب بخط عبد المطلب بن هاشم في جلد أدم. فيه حق عبد المطلب على رجل من حمير, عليه ألف درهم فضة كيلًا بالحديدة. وكان خطّه شبه خط النساء. وذكر أن من كتاب العرب أسيد بن أبي العيص. وأن الناس عثروا على حجر كان على قبره كتب عليه اسمه٣.

ولدينا رأي آخر يقول: "كانت الكتّاب في العرب من أهل الطائف, تعلموها من رجل من أهل الحيرة, وأخذها أهل الحيرة عن أهل الأنبار"٤. وهو رأي نبع من المنابع المتقدمة.

وقد جزم قوم من العلماء أن أول من كتب بالعربية "مُرامر بن مرّ", "مُرامر بن مُرّة", وذهب قوم أن أول من كتب بخطنا "عامر بن جدرة", وتوقف قوم هل هو خلاف أو يمكن التوفيق. وذهب آخرون إلى أن أول من كتب بالخط العربي عامر بن جدرة ومرامر بن مرة الطائيان, ثم "سعد بن سبل"٥. وقال "شرقي بن القطامي": إن أول من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مرامر بن مرة. قال الشاعر:

تعلمت باجاد وآل مرامر ... وسودت أثوابي ولست بكاتب

وإنما قال وآل مرامر؛ لأنه كان قد سمى كل واحد من أولاده بكلمة من أبجد, وهي ثمانية. وأول من كتب بالعربية مرامر بن مرة من أهل الأنبار,


١ الفهرست "ص١٢".
٢ الفهرست "ص١٢ وما بعدها".
٣ الفهرست "ص١٢ وما بعدها".
٤ اللسان "١٢/ ٣٤", "أمم".
٥ تاج العروس "٣/ ٩٠", "جدر", حكمة الإشراق "٦٥", ابن خلكان, وفيات "١/ ٣٤٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>