للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد كتبت بهذه الطريقة حسب. وسبب عدم وصول هذه الصحف إلينا, أنها من مادة سريعة العطب, لذلك لم تتمكن من المحافظة على حياتها فذهبت مع أهلها, وقد يعثر على شيء منها مدفون تحت الأرض بصورة يمكن أن يستفاد منها كما استفيد من المسند المنقوش على الحجر.

وورد أن رجلًا قال لابن عباس: "معاشر قريش, من أين أخذتم هذا الكتاب العربي قبل أن يبعث محمد -صلى الله عليه وسلم- تجمعون منه ما اجتمع, وتفرقون منه ما افترق مثل الألف واللام؟ قال: أخدناه من حرب بن أمية. قال: فممن أخذه حرب؟ قال: من عبد الله بن جدعان, قال: فممن أخذه ابن جدعان؟ قال: من أهل الأنبار, قال: فممن أخذه أهل الأنبار؟ قال: من أهل الحيرة, قال: فممن أخذه أهل الحيرة؟ قال: من طارئ طرأ عليهم من اليمن من كندة. قال: فممن أخذه ذلك الطارئ؟ قال: الخفلجان بن الوهم كاتب الوحي لهود, عليه السلام"١.

وذكر بعض العلماء أن أول من وضع الخط العربي وألّف حروفه وأقسامه ستة أشخاص من طسم, كانوا نزولًا عند عدنان بن أدد, وكانت أسماؤهم: أبجد, هوز, حطي, كلمن, سعفص, قرشت, فوضعوا الكتابة والخط على أسمائهم, فلما وجدوا في الألفاظ حروفًا ليست في أسمائهم ألحقوها بها, وسموها الرّوادف, وهي: ثخذ ضظغ٢.

وذكر بعض أهل الأخبار أن "كلمن" كان رئيس ملوك مدين الذين وضعوا الكتابة العربية على عدد حروف أسمائهم, وقد هلكوا يوم الظلة, فقالت ابنة كلمن ترثي أباها:

كلمن هدم ركني ... هلكه وسط المحله

سيد القوم أتاه الـ ... حتف نارًا وسط ظله

جعلت نار عليهم ... دراهم كالمضمحله٣


١ المزهر "٢/ ٣٤٩".
٢ حكمة الإشراق "٦٤", "ستة أشخاص من طفيم", نزهة الجليس "٢/ ٦٣".
٣ نزهة الجليس "٢/ ٦٣", المزهر "٢/ ٣٤٨".
كلمون هد ركني ... هلكه وسط المحله

<<  <  ج: ص:  >  >>